!التعليم بين الاستهلاك و الاستثمار؟
|التعليم بين لاستهلاك و الاستثمار؟!
Hiba Chahalإعداد
بفضل تطور النّظرة الاقتصادية والاجتماعيّة للعمليّة التعليميّة، اصبح ينظر الى التّعليم كخدمة استهلاكيّة تقدّمها الدّولة والمؤسّسات لتحقيق الاشباع لافرادها، ثم تطوَّر الى أن أصبح النّظر اليه على أنَّه إستثمار يحقِّق عائدا اقتصاديّاً. وهنا لابدّّ من التكلم بشكل موجز عن اقتصاديّات_التّعليم:
التّعليم_كإستهلاك: يُقبل الفرد على التّعليم ويجعلُه من اولويّاته في الحياة، ويُخصّص لهُ نَصيباً من دخله للانفاق عليه، لذلك يعتبر كخدمة استهلاكيّة، ويكمن هذا الجانب _الاستهلاكي_ بإعداد الفرد لحياته الخاصّة من خلال تطلّعاته نحو المستقبل عن طريق التّعليم، وتزويده بالجوانب الاخلاقيّة والثقافّية والاجتماعيّة.
وفي هذا الجانب، لابدّ أن يقوم التّعليم بمختلف مراحله وانواعه، بتحقيق تكافؤ_الفرص_التعليميّة_الديمقراطيّة من خلال التزام الدّولة باعطاء كافة افراد المجتمع فرصة متكافئة في التعليم وتنمية ثقافتهم ومحو امّيتهم وتحقيق العدالة الاجتماعيّة، و وضع الشّخص المناسب في المكان المناسب عند اختيار التّعليم المناسب، ليحتل مكانه في العمل المناسب. معنى هذا، ان التّربية يجب أن تنمّي شخصيّة الفرد المُتعلم تنميةً كاملة،ً ويستغلّ تعليمه استغلالاً صحيحاً يخدمُ مصلحته ومصلحة مُجتمعه. إضافة الى ذلك، فإن التّعليم يقوم على زيادة ثروة الامم وزيادة الانتاج على المدى الطويل، مما يساعد على ظهور نظرة جديدة في التّعليم كإستثمار.
التّعليم_كإستثمار: استندت النظرة الى التّعليم بإعتباره نمط استثمار من خلال العديد من المبرّرات، فهو يعزّز من قدرة الفرد الانتاجيّة للحصول على الدّخل المناسب، وهذا ما يؤدّي الى زيادة انتاجيّة المجتمع، فيرفع من معدّل الّدخل القومي، ويحقّق الرفاهيّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة، كما ويقوم التّعليم بتنمية قدرة الفرد للبحث عن مشاكل المجتمع ومعالجتها وتحقيق النّمو الاقتصادي، وايضاً مساهمته في تكيّف الفرد مع متطلبات العمل في ايّ قطاع وفي مختلف الظّروف.
يرى ماركس ان التّعليم يساعد على النّمو المهني والتكيّف، واستيعاب تطبيقات الثورة التكنولوجيّة والتّغيرات في وسائل وعوامل الانتاج. ويري وليام_بيتي العالم الاقتصادي الذي نظر الى التّربية بإٍعتبارها عمليّة إٍستثمار وتوظيف للاموال وحاول قياس رأسمال البشري.
فكيف تكون التّربية إستثماراً؟ تكون التربية إستثمار للبشر بإعتبارهم ثروة إقتصادية، وأيضاً إستثماراً من أجل إستغلال التّكنولوجيا الحديثة وإستثمار من حيث كونها وسيلة لخلق القوى العاملة ذات الكفاية العالية من أجل الحصول على أعلى إنتاجيّة، وهذا ما يوضّح أهميّة الرّأسمال البشري في هذا العصر بفضل نوعيّة التعّليم الذي يتلقّاه أفراد المجتمع ،لأنّه يشكل متغيّراً اساسياً في ارتفاع معدّلات النّمو الإقتصاديّ، ويتبلور هذا التّعليم في احداث ابتكارات والتي بدورها تتحوّل الى تكنولوجيا، ونعني بذلك قدرة الفرد على التّفكر والابتكار والابداع المستمر، وامتلاكه المهارة الذهنيّة والعقليةّ في التّعامل مع هذا الفائض المعلوماتيّ المستجدّ، والّذي يتطلّب تعلّماً ذاتيّاً مستمرّاً لمدى الحياة.
لذلك، نجد ان كثيراً من دول العالم تسعى جاهدة ل الحدّ_من_الاميّة ومحاربتها وتشجّع على العلم والتعلّم، كما هو الحال في الدّول المتطورة. فالعلم هو المفتاح لكافّة انواع العلوم والمكتسبات، لكون التّعليم هو العامل الاساسيّ للتّنمية الاقتصاديّة والّتقدم الاجتماعيّ في إحداثه لعمليّة التّغيير والتّحول المجتمعّي الفاعل من النّاحية الذّهنيّة والوجدانيّة والاجتماعيّة وتكوين الإّتجاهات القيميّة والسّلوكيّة. فالتّعليم لايخدم الفرد فقط بل المجتمع ككل، بل ويساهم في نموّ الوطن اقتصاديّاً، وهذا ما ادّى الى القيام بدراسات عديدة من قبل المهتمّين والمتخصّصين لمعرفة الأهميّة الاقتصاديّة للتّربية.