ماهية التعليم العالي و أهميته

ماهية التعليم العالي و أهميته

من إعداد Hiba Chahal

يشتهر التعليم العالي بالعديد من التسميات التي تطلق عليه، فهناك الجامعة، الاكاديمية، أو ايضا الكلية.. و تسميات اخرى: كالمعهد، او المدرسة العليا، كلها اسماء تدل على التعليم العالي، ولكنها تسبب الاختلاط في الفهم لانها تحمل معاني عدة تختلف من بلد لاخر. تتميز الجامعة بتعدد مقرراتها وباختلاف التخصصات الموجودة فيها التي تقدمها للطلبة، فالتعليم العالي يقوم بتهيأة وتكوين العنصر البشري أي الراسمال_البشري المؤهل والمكيف مع احتياجات التنمية الاقتصادية داخل البلاد وخارجها، والقادر على الاستجابة للمتطلبات والتغيرات الدائمة التي تصيب المجتمعات المحلية والعالمية.

لذلك فإن تطور الجامعات قضية جوهرية تتناول التعليم ومضمونه ومحتواه وطرائقه وكفايته في خلق القوى البشرية العلمية والتكنولوجية القادرة على الاسهام في بناء المجتمع وفعاليته والنهوض به في المستقبل، (نبيل توفيق تويج، التعليم الجامعي بين الاداء والتقويم).

فالتعليم العالي إذ يقوم بوظيفة توفير الفرص الدراسية الجامعية، إنما يقوم أيضا بوظيفة نقل المعرفة المتخصصة ونشرها.

تبرز اهمية التعليم العالي في إبراز الوظيفة التي يؤديها، وهي مقسمة على الشكل التالي:

  1. التعليم: وتعتبر الوظيفة الاولى للمؤسسات التعليمية والجامعات، فهي تقوم على اعداد وتطوير الراسمال البشري والكوادر العلمية التي ستتولى الوظائف الادارية والعلمية والتقنية والمهنية على اعلى المستويات، من خلال اضافة معارف ومفاهيم حديثة ومتطورة للطلبة في مختلف شرائح المجتمع وتدريبهم واعدادهم وفق حاجات السوق لانها تعود بالنفع على المجتمع بشكل عام.
  2. البحث_العلمي: ويعد الركيزة الاساسية العلمية التي تعمل بها الجامعات، ووظيفة اساسية في انتاج ونقل العلوم والمعارف في اطار فكري معين. فالبحث العلمي هو نتيجة للاكتشافات والبحث عن الحقيقة والتمحيص ومتابعة الافكار والعمل على بلورتها وتطويرها ورعايتها من خلال تعاون كل من إدارة الجامعة مع الاساتذة والطلاب عن طريق تقديم الاستشارات العلمية المختلفة واعداد المؤتمرات والندوات التي تتناول مواضيع تطور المجتمع وتواجه مشاكله وإقتراح الحلول المناسبة والموجهة لكافة شرائح المجتمع.
  3. الخدمة_الاجتماعية: ان انفتاح الجامعة على المجتمع المحلي يساعد في انتاج المعرفة ومعرفة المشكلات على ارض الواقع، وتعد خدمة المجتمع والنهوض به من ادوارها الرئيسية التي تحدث من خلال الانشطة الانسانية المباشرة ومن خلال الابداع وتراكم الخبرات التي تتواصل بين شبكات المجتمع.

ان التعليم العالي يعيش في معظم دول العالم ازمة حقيقية تختلف في أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتتنوع اشكالها وتتفاوت درجات شدّتها من دولة الى اخرى، ومن مرحلة الى اخرى، كما طبيعة العملية التعليمية ذاتها تضيف ابعادا جديدة الى هذه الازمة. إضافة الى أن التّطور الذي يحدث في عالم اليوم تتسارع خطاه وتتزايد يوما بعد يوم، الامر الي يؤدي الى تفاقم هذه الازمة ويزيد من حدتها (هاشم العبادي و يوسف الطائي، التعليم الجامعي من منظور اداري).

يقول فليتشر عن دور الجامعة في المجتمع، بأنها تقوم بالاستجابة للمتطلبات التي تقتضيقها التطورات السريعة للعلوم والتكنولوجيا وتؤثر تأثيرا كبيراً في حياة الامة الاجتماعية والاقتصادية، فإما ان يكون تأثيرا يعكس التطور وقوة الروابط فيها او يعكس ضعفها وتفككها (افنان عبد علي الاسدي، السمات القيادية وعلاقتها بابعاد ازمة التعليم العالي). لذا يعد التعليم الجامعي محركا اساسيا للتقدم والازدهار الحضاري في كافة المجالات لأنه يساهم في تحقيق رقي المجتمعات سياسيا اقتصاديا واجتماعيا.

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *