هدية.

إيمان طوط

في إحدى المدارس، حيث يستخدم المعلمون المسطرة أكثر مما يستخدمون ألسنتهم، معلم لم أره قطّ يضرب طفلاً، لا تفارق ابتسامته وجهه، يلقي الدعابات خلال الدرس لجذب انتباه الأطفال وإضحاكهم عوضاً عن شتمهم والصراخ عليهم..

قد لا تصدق أن طلابه الذين يتفاعلون معه بشكل رائع هم أنفسهم الذين يبحّ صوت معلمة اللغة الفرنسية في صفهم، وتحتاج معلمة الرياضيات أدوية للصداع يوميّاً بعد حصتهم..

كثيراً ما يدخل الناظر الصف، يجرّ ولداً أو اثنين من آذانهم إلى الخارج حيث ينالون عقابهم ثم يعودون إلى الفصل، لا يضرب الناظر الأولاد أمام رفاقهم حرصاً على مشاعرهم..

أراد أحد هؤلاء الطلاب يوماً أن يكرم معلّمه المبتسم ويعبّر له عن حبّه، فأهداه “مسطرة عريضة بتموّت وجع يا استاذ”..