Month: December 2018

كشف الستارة في الفارق بين القيادة والإدارة

كشف الستارة في الفارق بين القيادة والإدارة

للباحث والمدرب الأستاذ علاء حسون

في البداية أود أن أنوّه إلى أنّ هذه المقالة الموجزة حصيلة لمجموعة كبيرة من الحوارات مع الكثير من الباحثين والزملاء والطلاب وحزمة واسعة من القراءات وكمّ مقبول من الخبرة على مدار عشر سنوات.ه

مع تطور المجتمعات وتعقّد الحياة خاصةً في المجال الاقتصادي، أصبحت الحاجة ملحة لنظام وأسس تدير هذه الحياة بكافة تفرعاتها بهدف تحقيق المصلحة سواء أكانت المصلحة للبقاء على قيد الحياة أو لتطوير أسلوب العيش أو لجمع المال وحب السيطرة. ويمكن اعتبار تاريخ بداية الثورة الصناعية في دول أوروبا الغربية بدايةً لمفهوم جديد من التنظيم والتنسيق للعمليات التنفيذية في المؤسسات والمصانع هو مصطلح الإدارة بمعناه العلمي وبهدفه الجماعي. من جهة أخرى، فإنّ مفهوم القيادة معلومٌ للجميع منذ آلاف السنين خاصة في السلك العسكري، حيث تحدث القدماء من القادة التاريخيين عن صفات القائد وخصائصه بأن يكون مؤثراً فيمن حوله، معلّماً لهم ومضحّياً أمامهم. ولكن ما هو التعريف الدقيق للإدارة وما هي مجالاتها؟ كيف نوصّف القيادة وأين نستخدمها؟ وهل هناك فارق بينهما، أم أن أحدهما جزءٌ من كلّ؟ ستناقش هذه المقالة اللبس الحاصل في التفريق بين الإدارة والقيادة مع تقديم شرح واضح للمفهومين بطريقة علمية ومدعّمة بالدلائل والأمثلة.ه

يعتبر فريدريك تايلور وهنري فايول أول من كتب في الإدارة كعلم قائم بحد ذاته. تايلور اعتبرها أنها المعرفة الصحيحة لما يراد من الأفراد أن يقوموا به، ثم التأكد بأنهم يفعلون ذلك بأحسن طريقة وبأقل التكاليف. أما فايول، فقد شدّد على أن الإدارة هي أن تخطط وتنظم وتصدر الأوامر وتنسّق وتراقب مواردك المادية والبشرية. ويمكن اعتبار تعريف الباحث جلوفر للإدارة هو الأكثر شموليةً حيث أكّد على أنها تلك القوة المفكّرة التي تحلّل وتصف وتخطط وتحفز وتقيّم وتراقب الاستخدام الأمثل للموارد المادية والبشرية من أجل تحقيق أهداف محددة. اذن، يمكن تلخيص هذه التعاريف بأنّ الإدارة عملية منسّقة لتحقيق أهداف متفق عليها سابقاً من خلال استخدام مثالي للعاملين وللمواد ضمن بيئة معيّنة ووفق نظام محدد. ومن خلال وظائف الإدارة، تحقق المنظمة متطلباتها وتنظم أعمالها من تسيير لأمور العمال إلى ادارة المشتريات والانتاج والتسويق وتطوير نظم المعلومات وتفعيل العلاقات العامة وزيادة رأس المال مع إحكام الرقابة عليها لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.ه

في المقابل، اتفق معظم القادة التاريخيون أمثال نابليون بونابرت، بسمارك، أيزنهاور وغيرهم مع من كتب في القيادة وصفاتها من العلماء والباحثين أهمهم وارن بينيس، دانييل غولمان، بول ريد وآخرين، اتفقوا على أنّ القيادة هي قدرة التأثير على الأفراد بتوجيه سلوكهم نحو هدف محدد وانجازه. واعتبر كيث غرينت أن القيادة ببساطة هي أن يكون لديك أتباع، وأنها قد تأتي من الموقع الوظيفي أو من السمات الشخصية للفرد أو من النتائج التي تحققت أو من الأسلوب والطرق المعتمدة في أداء العمل. وقد تعاظم الاهتمام بمفهوم القيادة في السنوات العشرين الأخيرة، فمن المتوقع أن يكون موقع أمازون.كوم قد تخطى عتبة الـ: 100,000 في عدد الكتب التي تتحدث عن القيادة. معظم الكتب شددت على أهم الصفات التي يتمتع بها صاحب الشخصية القيادية منها قوة الخطاب،العلم والخبرة، الهمة العالية، التضحية، الجدية، القدرة على الاتصال الفعال، القدرة على حل المشاكل والحنكة. وبالتالي، يمكن اعتبار القيادة على أنها مجموعة من الخصائص و الصفات الفطرية والمكتسبة، يمتلكها الفرد ويستخدمها لحث الآخرين وإقناعهم 

على انجاز الأعمال بحسب تخطيط مسبق أو استجابة لحالة طارئة. وتجد تطبيقات القيادة منتشرة في كل المجالات، في التربية والتعليم، في السلك العسكري، في عالم المال الأعمال، في الرياضة والفن وفي كل جوانب الحياة حتى في المنزل بين الأب وأبنائه وفي دهاليز السياسة بين الحكام والأتباع.ه

من وجهة نظري، وعلى سبيل الجزم، لا يوجد فارق بين المدير والقائد، لأن القائد في الأصل وبحسب التفاسير السابقة صفة للمدير الناجح وليس نوعاً. لذلك لا نقول مدير فاشل وقائد ناجح، بل نقول مدير لا يملك صفات قيادية ومدير قائد. للتوضيح أكثر، الإدارة موجودة منذ القدم، نراها في البيوت، بين القبائل، نجد تطبيقاتها في الحقبة الفرعونية وأيام حمورابي وفي ديننا الحنيف. إلا أنّ فعالية وظائفها من أول الزمان وحتى يومنا هذا، من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة تعتمد على الأسلوب المتبع في تنفيذ هذه الوظائف. هذا الأسلوب يُعبّر عنه بالمهارات القيادية. لذلك لجأ العديد من علماء الإدارة في كتبهم إلى اعتبار القيادة جزءاً أساسياً من وظيفة التوجيه في مفهوم الإدارة. بتفصيل آخر، الإدارة هي تخطيط لأهداف يضعها وينظم مواردها ويراقب مؤشراتها ويتحكم بنتائجها أفراد. أما القيادة فهي القيام بكل ما سبق بأفضل طريقة ممكنة من التعامل الإنساني بين المدراء والمرؤوسين وذلك للتأثير بهم وقيادتهم لتحقيق أفضل النتائج من خلال التواصل الفعال والتشجيع على الإنجاز والخبرة والإيثار وبالتأكيد امتلاك القدرات الإدارية. إذن، القيادة هي جزء من مبدأ التوجيه، أحد مبادئ الإدارة العلمية وبالتالي لا تصح المقارنة، ولا مكان للحديث عن ايجابيات وسلبيات. وبما أن الأمثلة تساعد على تحقيق الفهم، هنا يمكن أن نسأل سائحاً في أحد الفنادق، ما الفارق بين الفندق الذي يسكن فيه وغرفته التي ينام فيها!؟ أو أن نسأل مريضاً في المستشفى عن الفارق بين غرفته والسرير المتواجد فيها!؟. الإدارة مفهوم أشمل ويحوي القيادة وأمور أخرى، كما أنّه بدون المهارات القيادة، من الصعب على المؤسسات أن تقوم بوظائف الإدارة بالشكل المطلوب أي أن تحقق معدلات عالية من الجودة في العمل وصرف الأموال وتوفير الوقت.ه

في الختام، يخلط الكثير من الناس بين مفهومي الإدارة والقيادة. الحقيقة أنّ القيادة تفريع عن الإدارة، تدخل في جزئية توجيه العاملين نحو تحقيق الأهداف. الإدارة القيادية تركز على المخرجات ونتائج الأداء مع التشديد بشكل كبير على العنصر البشري من ناحية الاهتمام به وتنمية قدراته وتحفيزه في سبيل تحقيق أهداف المنظمة العامة وأهدافه الشخصية في آنٍ واحد. المدير بحسب موقعه يجب أن يتمتع بصفة القيادة حتى يَحسُن أداؤه ويتبعه الأفراد بقلوبهم قبل عقولهم. ولكن، هل الصفات القيادية موجودة في الفرد بالفطرة؟ أم أنه يمكن اكتسابها من خلال التدريب وتراكم الخبرات؟ الأمر يحتاج لأبحاث معمقة وعلى ما يبدو فهو أمر جدليّ للغاية.ه

البحث العلمي المحكم :العناية بعلم الـمَغازي وكتابته في الصدر الأول للإسلام الجزء الثاني

للباحث : الدكتور عبد الناصر محمد شمسين

أقول وبالله التوفيق وعليه معتمدي، إنه مما دعاني لأن أكتب في هذا المبحث أمور عدة، أبرزها الضرورة العلمية التي انتهجتها في رسالتي للماجستير التي ارتبطت بالمغازي والسير والفتح الإسلامي، وبالتالي الدكتوراه التي اهتمت بدراسة منهج ومساهمة إمام كبير من أئمة السيرة والمغازي وهو الإمام الواقدي، رحمه الله تعالى، كما إنه مما حدا بي أن أجدد الكتابة وأشدد فيها؛ هو الدراسات الإستشراقية القديمة التي ركّزت على الطعن في قضية تدوين السنة وشككت فيها، ونفت عنها التبكير في الشروع فيها، وما يتداول الآن على الفضائيات وظهور كتابات جديدة تتبنى المضمون الإستشراقي القديم إحياءً له، إضافةً إلى ظهور العديد ممن تلبس بالعلم زوراً وبهتاناً مما بات يعرف بالعلماء المتصهينين، وباتوا يشككون في هذا العلم الشريف، وجدت لزاماً على نفسي بعد أن أنعم الله عليَّ بشيءٍ مباركٍ من العلم والفهم لهذا الإطار الهام، ورداً على تلك المزاعم الخبيثة، وقياماً بالواجب الشرعي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقياماً بواجب الجهاد بالقلم، فطورت الموضوع ووفقني الله تعالى إلى خير كبير فيه أسأله تعالى أن يتقبله مني قبولاً حسناً وييسر وصوله لكل غيور ومحب لله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وللحق والحقيقة والإنصاف حتى يكون صفعةً قويةً في وجه كل ناعقٍ ومشكّكٍ ومنافقٍ وغادرٍ وماكرٍ من أولئك المتصهينين، وعلى الله قصد السبيل

للإطلاع على كامل الدراسة :

علم المغازي وتطوره وكتابته في الصدر الأول للإسلام بعد التحكيم الجزء الأول

البحث العلمي المحكم : العناية بعلم الـمَغازي وكتابته في الصدر الأول للإسلام ـ الجزء الأول

البحث المحكم : العناية بعلم الـمَغازي وكتابته في الصدر الأول للإسلام ـ الجزء الأول

للباحث : الدكتور عبد الناصر محمد شمسين

أقول وبالله التوفيق وعليه معتمدي، إنه مما دعاني لأن أكتب في هذا المبحث أمور عدة، أبرزها الضرورة العلمية التي انتهجتها في رسالتي للماجستير التي ارتبطت بالمغازي والسير والفتح الإسلامي، وبالتالي الدكتوراه التي اهتمت بدراسة منهج ومساهمة إمام كبير من أئمة السيرة والمغازي وهو الإمام الواقدي، رحمه الله تعالى، كما إنه مما حدا بي أن أجدد الكتابة وأشدد فيها؛ هو الدراسات الإستشراقية القديمة التي ركّزت على الطعن في قضية تدوين السنة وشككت فيها، ونفت عنها التبكير في الشروع فيها، وما يتداول الآن على الفضائيات وظهور كتابات جديدة تتبنى المضمون الإستشراقي القديم إحياءً له، إضافةً إلى ظهور العديد ممن تلبس بالعلم زوراً وبهتاناً مما بات يعرف بالعلماء المتصهينين، وباتوا يشككون في هذا العلم الشريف، وجدت لزاماً على نفسي بعد أن أنعم الله عليَّ بشيءٍ مباركٍ من العلم والفهم لهذا الإطار الهام، ورداً على تلك المزاعم الخبيثة، وقياماً بالواجب الشرعي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقياماً بواجب الجهاد بالقلم، فطورت الموضوع ووفقني الله تعالى إلى خير كبير فيه أسأله تعالى أن يتقبله مني قبولاً حسناً وييسر وصوله لكل غيور ومحب لله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وللحق والحقيقة والإنصاف حتى يكون صفعةً قويةً في وجه كل ناعقٍ ومشكّكٍ ومنافقٍ وغادرٍ وماكرٍ من أولئك المتصهينين، وعلى الله قصد السبيل

للإطلاع على كامل الدراسة :

علم المغازي وتطوره وكتابته في الصدر الأول للإسلام بعد التحكيم الجزء الأول

التربية على الإبداع

بقلم المدربة منال الأحمد

طلابنا متفوقون..

لماذا لا نجد من بينهم من يتصدر لوائح المبدعين؟! أليس غريبا أن يشارك طلابنا المتفوقون في مسابقات عالمية دون أن يحصلوا على المراتب الأولى!!

ما هي مسؤولية الأهل؟ المدرسة، الإشراف التربوي، المناهج ؟؟

ألا يتوجب على القائمين على العملية التربوية دراسة الأسباب للإجابة عن هذه التساؤلات وتقديم الحلول المناسبة، أو على الأقل تسليط الضوء على المشكلة..؟؟

لعله من المناسب القول أن الإطلاع على المعايير الدولية والعمل على إدخالها في المناهج قد يكون الخطوة الأولى، وهذا يتطلب إعادة النظر في المناهج التربوية الحالية بما يتواءم ومستجدات البحوث والدراسات التربوية سيما وأننا في العصر الرقمي حيث تشهد لغة الإتصال والتواصل تطورات متسارعة كما لا يخف على أحد.

من المعروف أن الذي لا يتطور يتدهور، و أنَّ الذي لا يتجدد يتبدد، ولنعط مثالاً بسيطاً فيما خص تطبيقات الهواتف الذكية التي إن لم نحدثها دائماً تتلاشى وتخرج من إطار الفعالية، أضف إلى ذلك أننا مهتمون دائماً بالحصول على كلِّ جديد (سيارة، هاتف، ثياب ) وغير ذلك من المظاهر والمستلزمات المادية التي تحدد إطارنا الخارجي.. إلّا أنَّ مواكبتنا هذه لمتطلبات العصر والتطورات المصاحبة، لا يترافق معها أي إهتمام بتغذية الروح فكرياً أو بتحفيز عمليات إنتاج هذه الوسائل أو الإبداع فيها، فنجد الباحثين قلائل ونجد المبدعين أقل..!!

والجدير بنا أن نسعى لتجديد العقل و تنميته في هذا الاتجاه؛ إتجاه الإبتكار و الإبداع، الأمر الذي سيساهم بشكل تلقائي في إحداث التطوير و الإزدهار وصولاً إلى النهضة المنشودة…

تشير بعض الدراسات ان نسبة الإبداع عند الأطفال تصل إلى تسعين في المئة من سنة الى 5 سنوات وهذه النسبة تتراجع بشكل لافت مع عمر التسع سنوات لتصبح عشرة في المئة فقط..!!

يُحمّل البعض مسؤولية هذا التراجع لكثرة الأنظمة، القوانين الصفية غير المبررة، التوجيهات المدرسية غير المتطورة، الإلتزامات الدراسية غير المحدثة، وغيرها من محددات النظام التعليمي والتربوي غير المتكافئ مع المتطلبات والحاجات التربوية و الإجتماعية الراهنة ..  

عندما نضع الطفل في إطار محدد سيبقى ضمنه، أما عندما نفكر في كيفية تقديم الخطط المناسبة فستكون النتائج أفضل بالتأكيد. 

إنَ السعي للحصول على أطفال مفكرين، ناقدين ومبدعين هو ضرورة وليس من ضرب الترف الإجتماعي، والأمر متوقف على تحفيز الفكر على منهج البحث وتشجيع الحس النقدي الذي يؤسس للإبداع وخطط الذكاء و استراتيجياته..  

 إذا بحثنا قليلاً في نوعية الأسئلة الموجّهة للطالب في أغلب المواد، نجدها تعتمد في معظمها على  الحفظ، وفي درجة أقل على الفهم، ثم يأتي التطبيق، و آخر مرحلة هي التحليل..!!

أما مرحلة التقويم التي تتأتى بعد النقد و الإبتكار أي “الإبداع” فهي مغيبة عن مناهجنا بشكل شبه تام..!! فكيف إذاً نريد من الطالب أن يبدع بما ليس له به علم وأن يتفوق  في تطبيق مهاراته النقدية والتقويمية والإبداعية..!!!!

هكذا نكون نحن المسؤولون عن شعوره بالإحباط والدونية أمام الآخر الذي تدرب وتعلم وتمرن وطبق ثم حلل، ومن ثمَّ دخل في مراحل من التقييم والتقويم ..

ومن هنا أتساءل ما هو الدور الذي يتوجب على المعلم معرفته لتنمية الحس النقدي والتفكير الإبداعي وكذلك في التحفيز نحو ثقافة التفوق والتميز والإبداع؟؟