Month: September 2018

التفوق حظ أم إجتهاد؟

كتبت هبة شهال *

لطالما كانت التربية وماتزال محورا للإهتمام، فالتربية لا تقتصر فقط على السنين الأولى من عمر الانسان بل تتعداها الى جميع مراحل حياته الاسرية والمدرسية. وبدخول الطفل الى المدرسة تبدأ عملية الإندماج والإرتباط بين التربية الأسرية والتربية المدرسية في تكوين شخصيته  حيث التشجيع والتحفيز لمساعدته للإنتقال من المجتمع الصغير إلى المجتمع الأكبر المليء بالتجارب والثقافات المختلفة.

فالطفل ليس ابن وراثته من الناحية البيولوجية فحسب بل هو إبن بيئته من الناحية الإجتماعية. هذا الإنسان الذي تربى وسط عائلة مناخها مليء بالعاطفة والإهتمام ومناخ مدرسي يمهد سبل التفكير والإبداع ليتمكن اثبات ذاته بتفوقه وتطوير مجتمعه ووطنه. فالهدف هنا هو تكوين وتنشئة الطفل المبدع والمتفوق في ظل جهود كل من الأسرة والمدرسة على حد سواء، فلا تربية الأسرة وحدها تكفي للوصول للنتيجة المرجوة ولا حتى البيئة المدرسية وحدها قادرة على إعطاء النجاحات دون تعاون  كل من الأسرة والطفل والمدرسة من حيث الدور التربوي والتوجيهي التكاملي، مع ضرورة توفير بيئة ثقافية وإجتماعية تساعد على نمو التفكير الإبداعي للطفل.

ولابد من الاشارة أن التربية اليوم تختلف مع تطور الزمن، فتربية جيل الآباء تختلف عن جيل الأبناء خاصة في ظل التحديات والتطورات الحديثة على صعيد التكنولوجيا المتطورة الغنية بالمعلومات التي لا تنتهي والتي تنم عن التفكير الإبداعي للإنسان، هذا الفكر الذي يتميز بإبتكار ماهو جديد في كل عام في مجال التكنولوجيا ذات التقنية العالية، ما هو إلا وليد الإنسان المخترع والمبدع وفضوله في معرفة سرّ الموجودات عن طريق البحث والإكتشاف، فالفرد الذي يسعى ويبذل جهده في التفكير ليحصل على مايريد من المعارف، هو فقط الذي لديه الإصرار على مواجهة التحديات وهو الذي لا يقبل بالهزيمة ولا بالخسارة، هذا النوع من الافراد ليس عاديا فهو لايرضى بالواقع الذي يعيش فيه، إنما هو الإنسان الذي يسعى الى تطوير ذاته وبالتالي مجتمعه ووطنه بالجد والطموح لا بالكسل والإرتخاء. فمثلما نجد تلامذة يتصفون بالكسل لسبب او لاخر، كذلك نجد ايضا تلامذة في غاية النباهة والفطنة والتميز، بدليل أننا نجد طلابا متفوقين متميزين يسعون دائما للمحافظة على النتيجة أو المعدل الذي يخولهم من التمتع بهذا المركز بشكل مستمر. فهولاء يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع  وبمجموعة من الخصائص العقلية والعاطفية الخاصة بهم، فليس الوصول الى مرحلة التفوق بالأمر السهل واليسير دون تعب وإجتهاد، وبالتالي ليس بإمكان كل طالب بان يكون متفوقا إلا من خلال بذل مجهود ذاتي  للتلميذ أي عوامل نفسية وعقلية، كذلك يكون من خلال اهتمام الاهل ومتابعتهم لأولادهم من الناحية المادية والثقافية وتأمينهم للجو والمكان الملائمين للدراسة، ويكون ايضا نتيجة للعلاقات الإجتماعية المحيطة بالتلميذ (الادارة والاساتذة، زملاء الدراسة، الأصدقاء).

ومما لا شك فيه، ان انسان اليوم لايمكن ان يعيش وحيدا في هذا العصر، فهو يتأثر بكل من يحيط به بدأ من أقرانه في البيت واقربائه وزملائه في الدراسة وأيضا رفاق الحي أو مكان السكن، حيث يقوم بالتفاعل معهم  ويتأثر بعلاقته معهم من ناحية السلوك والاهتمام بالدراسة فهو يتأثر بأقرب الناس اليه ولو كان بعيدا عنه في المسافة الجغرافية، فقد اصبح بإمكان المرء التواصل مع الآخر بفضل اقتناء الأجهزة الإلكترونية الحديثة، والتي تتمثل باستعمال الإنترنت وأجهزة الحاسوب والهواتف الذكية وتطبيقاتها. هذا العالم الذي أضحى مفتوحا على مصراعيه بالعلاقات الاجتماعية التي يكونها، واصبح الصغار قبل الكبار والطلاب بالتحديد متأثرين بها، ولا يمكن هنا اغفال التأثير الكبير الذي تلعبه هذه الوسائل من خلال قوة الجذب التي تتبعه على اختلاف انواعها والتي تؤثر على عقول الابناء وطريقة عيشهم، وبالتالي على سلوكياتهم الاجتماعية والتربوية والتعليمية.

لهذا من الضروري عدم كبح هذه الشخصية الموهوبة في عطائها الفكري، بل يجب اكتشاف هذه الهبة لدى الاطفال واحتضانها وحثّها ودعمها وتطويرها من قبل الاسرة من جهة و من المؤسسات التعليمية والاجتماعية من جهة اخرى لانها  تعتبر من  ضمن مسؤولياتهم.

 * ماجستير في علم إجتماع التربية

Does Homework Actually Improve Performance ??

 

Written By: Noma Baytiyeh ( AL-JINAN HIGH SCHOOL )

Supervised By: Ms. Khadija Al-Khatib

 

September is ending, and October is on the doors marking the beginning of the scholar year. Actually, some students already started going to school and others will in few days.. So on the mention of starting the new academic year, I would like to speak a little about homework that we are back to do as usual, and about what these days pupils actually think about this students’ worrying trend.

 

Homework is an essential part of a student’s school life; As a student doesn’t do his school assignment at home, he will be either fired from class or strongly punished because of neglecting his duties. But what are the reasons? Nobody truly knows! “Maybe” he forgot that he had homework to do. “Maybe” he fell from top of the stairs, then his body ached so he couldn’t do his poor homework! Another “Maybe” could be that his grandmother died yesterday! That’s why he spent all the day at her funeral  and condolence ( may Allah bless her with Jannah and give us, her family, sabr Insahallah ),      or “Maybe”, he got to help his parents in transferring the house furniture to another house because they’re moving to a new one!! All of the above are simply some fake excuses made up by the student to protect himself from a punishment coming from nowhere..

 

But during the last few decates has any of the students asked himself why a teacher needs to give his pupils assignments to do?? In fact, a teacher that passes his students lots and lots of lessons and new information means that he already knows it, and of course he doesn’t need to do much effort to achieve his task. This is a student matter! Which means that it’s the students who must study what the teachers gave them so consequently they succeed at their school and their work in later life.

 

However, students these days are that kind who neglect his duties and responsabilities, and doesn’t care that his parents and his teachers are impatiently looking forward to his success. So when they discover that one of the students lacks responsabilities toward his studies, they will immediately attack him and investigate the reason of not doing his homework, and then they will give a great punishment for his carelessness. However, they sometimes forget that students at certain age are reckless persons who ignore duties and search for adventures and actions to do with friends like going out, chatting, playing videogames, even bothering the others around them.. What a pity!!

 

In contrast, some students try to take the idea of studying seriously as much as their power can serve them, in purpose of succeeding the class with excellence and seniority. But can you explain how this kind of students achieve his goals and targets?? Actually, I will answer this question myself.. A real real student, like that one I spoke about previously, does his school assignments as soon as he comes back home because the lessons he learnt few hours ago are still on his mind, which means that it’s easier for him to remember them in later days only if he studies now and never waits until the last 30 minutes before the exam, when he looks confused and what he learnt before already skipped his mind, the case of a negligent student before his exams.

It follows from all the above that homework assignments are to be performed to the fullest extent, and results would be noticed through the student’s skills in his exams. This is the best evidence that the homework done at home trains the students how to answer questions with proficiency and intelligence. But how can we help those careless students do their homework and make the intentions and aspirations of everyone around them finally come true? The best solution we can come up with is what schools are doing nowadays: relying on the student’s concentration in the classroom and the skills he acquired during the educational sessions, in order not to stress the parents or private teachers with much homework after a long and exhausting workday, which contibutes actively in pushing the student from a class to another gradually by their personal effort and their own fatigue.

 

 

 

 

 

 

اغضب بحكمة

كتبت د.رولا حطيط

انتبه!! ستخسر الآخرين إذا عبّرْت عن غضبك، تجاهل غضبك فهو حتمًا سيتلاشى بالتدريج كأنّه لم يكن! أن تكون وديعًا وتحتوي غضبك أمر لا يضرّك! عبارات يسمعها دومًا من يشعر بالغضب لأمر ما.

لكن، هل هذه التوجيهات هي الأفضل والأسلم دائمًا للإنسان؟ أم أنّ الحلّ يكمن في إدراك أبعاد المشاعر الإنسانيّة- الوجدانيّة التي تتفاوت بين الفرح والحزن، والاكتئاب والتفاؤل، الغضب والهدوء؟ ولعلّها قاعدة فلسفيّة؛ إذ لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى، فالحياة تخضع لسيناريوهات سماويّة لتحديد قسط المشاعر المتقابلة التي يعيشها الإنسان، ولعلّه حين يتقبّل هذا التعاقد الافتراضيّ مع الأقدار يرضى بالواقع.

فمنْ لم يعايش الانفعالات الغاضبة في حياته، ليهدأ بعدها ويتساءل عمّا بدر منه، إنْ تجاه نفسه أم تجاه الآخرين؟ المشكلة ليست بوجود هذه المشاعر، إنّما في كيفيّة التعامل معها بفعاليّة وذكاء، وإضافة حالة من الحكمة والوعي إليها في ظلّ الضغوطات الكبيرة التي تواجه الإنسان اليوم.

في هذا المقال سنحاول رصد الآراء ووجهات النّظر في الأديان وعند المفكّرين والباحثين في ما يتعلّق بشرعيّة التعبير عن الغضب بوصفه انفعالًا إنسانيًّا طبيعيًّا، وصحيًّا في الكثير من الحالات، بحيث يغدو الشّعور السائد سلوكيًّا، وذهنيًّا، وفسيولوجيًّا عندما يتّخذ الشخص بوعي إجراءات فوريّة من شأنها وقف السّلوك التهديديّ من قوّة أخرى خارجيّة[1].

لغويًّا الغضب هو الشّدة، ورجل غضوب أي شديد الخُلق. وقد انبثقت فكرة «التّنفيس عن الغضب» من مفهوم التّطهير (Catharsis) عند أرسطو قبل أكثر من 2300 سنة، فقد طرح التّطهير بمعنى الانفعال الّذي يُحرّر من المشاعر الضّارة، فمشاهد العُنْف والخوف تعمل على تنقية شحنات الغضب والعنْف الكامنة داخل الجماهير، وتمتدّ تلك الفكرة لتشرح الطّقوس الرّاقصة التي مارسها العديد من الشّعوب لطرد الأرواح الشّريرة وصولًا إلى مفهوم «الزّار» في التُّراث الشّعبي، لتحرير الجّماعة من إثْم ما، أو ذنْب أو مرَض[2]. وما زال هذا التّصور عن تفريغ الغضب بمشاهدة الأفلام العنيفة أو أفلام الرُّعب عالقًا في الأذهان إلى الآن، وضمن هذا الإطار يقول سيجموند فرويد: «إنّ كتْم الغضب يُشبه كتْم البخار في قدْر الضّغط، مع ازدياده ستأتي لحظة وينفجر».[3].

يرى بعض الباحثين الاجتماعيّين أنّ الغضب هو أحد أنواع المشاعر الإنسانيّة وغير الإنسانيّة أيضًا، فكما يغضب الإنسان كذلك تغضب الطبيعة والحيوان[4]، وغالبًا ما يبرز مصطلح «غضبُ الطبيعة» بين حين وآخر، ولا سيّما في نشرات الأخبار أو على ألسنة بعض الكتّاب والإعلاميّين في وصفهم الظواهر الطّبيعيّة[5]، ويندرج ذلك على الحيوانات أيضًا حين تظهر تعابير غاضبة[6] ٠٠

ووُفق هذا المنطق يأتي الغضب كنتيجة وردّة فعل لتهديد ما، أو استفزاز ما. وكثيرًا ما يتّخذ صورة الدّفاع عن النفس في وجه مشاكل حقيقيّة لا يمكن تجاوزها في الحياة، أو نتيجة الفرق التقويميّ بين النموذج الذي يبنيه الإنسان (رغباته، توقعاته ومطالبه،…) وتجربته الواقعيّة، وبمعنى آخر الفرق بين التّوقع والواقع. أمّا الأدیان السماویة فقد قاربت مسألة الغضب عندما ميّزت بين أنواعه؛ فالإسلام قسّم الغضب، حيث رأى أنّ «الغضب المحمود» ثمرة من ثمرات الإيمان في حال كان موجّهًا ضدّ من ينتهك محرّمات الله[7]، وهذا ما يندرج على ردّات الفعل الغاضبة تجاه القضايا الوطنية، وكذلك تجاه الظلم الذي تتعرّض له الكثيرمن الشعوب المستضعفة من قبل قوّى تدّعي الديمقراطيّة وتنادي بحقوق الإنسان.

 أمّا الغضب في غير معصية الله –تعالى- ولم يتجاوز حدَّه فسمّي بـ«الغضب المباح»، وكظمه خيرٌ وأبقى[8]. ويكون الغضب مذمومًا إذا كان في سبيل الباطل والشيطان كالحمية الجاهليّة[9]٠فی حین أنّ الدین المسبحي تحدّث عن  نوعين من الغضب: غضب مقدَّس نابع من الغيرة على مجد الله، وغضب نابع من جسدنا الفاسد الذي لا يحتمل أيّ إساءة أو مذمّة؛ وهنا تبرز الإشكاليّة الآتية: «أنْ يغضب الإنسان فهذا شيء سهل، لكن أنْ يغضب من الشخص المناسب، في الوقت المناسب، إلى الحدّ المناسب، للهدف المناسب، بالأسلوب المناسب، فليس هذا بالأمر السهل»!

يستطيع العقل السّليم إدارة المشاعر أو العواطف بشكل جيّد عندما يقبلها ويعترف بوجودها؛ فهي ليست منزّهة، ومن ثمّ يستخدمها كمعلومات، فالإنسان يستطيع أنْ يسأل نفسه بعد موجة الغضب التي مرّ بها عمّا إذا كان عنده اعتراضات معيّنة على شعوره الغاضب، ثمّ يحدّدها ليستطيع تصميم هيكل جديد لمواجهة هذا الشعور بالطّريقة المناسبة ليتفادى لاحقًا الشّعور بالذنب الذي يسهم في زيادة حالته العصبيّة مع تعدّد المواقف الموتّرة وتراكمها. فحين يدخل الإنسان في حالة من الهدوء والتفكّر تبدأ عمليّة مراجعة الحسابات، ولعلّ البارز في ذلك يكون ضرورة الاعتراف بشرعيّة غضبه تزامنًا مع إضافة كلمة «لكن» إليه، فأن تغضب لا إشكال في ذلك ولكن كيف تغضب؟  أي من المهم السماح للنفس بأن تشعر بالغضب؛ لأنّ ذلك يساعدها في التعرّف إلى الأشياء التي تخالف قناعاتها وقيمها وتتعارض معها، لاتخاذ الإجراء المناسب وفي الوقت المناسب، ولكن تزامنًا مع إعطائها الإذن بأن تشعر بالمشاعر الرقيقة لأنّها تجعلها أكثر اكتمالًا على المستوى البشريّ، فيقترن حينها الغضب بالحكمة ليصل بصاحبه إلى الهدف المرجوّ تحقيقه كالثورة ضدّ الظلم.

 ولطالما كان الاعتقاد الثقافيّ الرائج بأنّ كلّ مشكلة لها حلّ يزيد من الإحباط والغضب، ولا سيّما عند معرفة أن لا إمكانيّة لوجود الحلّ دائمًا. ولعلّ الأفضل إذن عدم التركيز على إيجاد الحلّ، بل على كيفية التعامل مع المشكلة ومواجهتها من خلال خطّة، والتّحقّق من التّقدم على طول الطريق. فمن الضروريّ تقديم الأفضل دائمًا، ولكن ليس على حساب معاقبة النفس إذا لم يتمّ الوصول إلى ذلك على الفور، وعليه يكون الاقتراب من أفضل نيّات الإنسان وجهوده، مع المحاولة الجادة للمواجهة، أفضل من فقدان الصبر والانهيار، حتى لو لم تُحل المشكلة بالشّكل المطلوب، فغالبًا ما  يُعيق الأداء العالي للإنسان شيئان: الصّحة البدنيّة والحالة الذهنيّة ومنها الغضب، أمّا الشيء الجيّد فهو أنّه يمكننا تغيير استجابتنا لبعض الضغوطات على الأقلّ من خلال تعلّم كيفية إدارة الغضب وعمليات التفكير الخاصة بنا، فابتسم للحياة فالأمل دواء والقلق عناء والتفاؤل رجاء.

[1] –  ريمون تشيب، فهم اضطرابات الغضب، مطبعة جامعة أكسفورد، 2006، pp.133 – 159

[2]الزار في أصله طقس وثني للقبائل الأفريقية البدائية ، انتقل من الحبشة إلى السودان ثم إلى مصر فباقي البلاد العربية ولفظ زار محرف من جار ـ إله وثني عند الكوشيين ـ ثم غدا في الحبشة بعد دخول النصرانية عفريتاً حقودا .

[3] – وجرى إدخال هذا المفهوم إلى علم النفس عن طريق جوزيف بروير رفيق فرويد الذي استخدم تلك الطريقة (آلية التطهيرCathartic Method) في علاج حالة الهيستيريا٠راجع: التطهير عند أرسطو.

[4] –  ديزموند موريس، الرئيسيات الأخلاقيّات، الناشر: يدنفلد & نيكلسون، لندن، 1967،  p.55

[5]  منها: الأعاصير، الزلازل، البراكين …

[6]حين تصنع أصوات عالية، محاولة جعل شكلها الخارجيّ أكبر، وهي تكشف عن أسنانها، وتحدّق بأعينها.

[7]  – ( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً …) (الأعراف :150)

[8]– قال تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران: 134)

[9] – عصبيّة القبيلة

Why do students hate studying?

 

Written By: Noma Baytiyeh (AL-JINAN HIGH SCHOOL)

 Supervised By: Ms. Khadija Al-Khatib

Since I was a child, I have seen a huge number of students going to school everyday.. I was jealous of them. I felt like I really need to go there and find out what they learn, and specially to answer a question I replied its answer few years ago: Why do students hate studying???

At primary school, I didn’t recognize what was happening, I was busy studying to fulfill the dreams I had when I was a 3 year old kid. But as soon as I became a secondary school pupil, I started to find out the answer to my old question.

The real real reason of “why do students hate studying” and even “going to school” is the boredom they feel there. At school, the subjects  such as Geography, French, Math.. are taught without activities, even the Science sessions which allow pupils to do laboratory experiences does not work as expected, students spend around 7 hours a day stuck on their seats, studying theories, which means that they never leave the classroom until the bell rings announcing that they can finally get out of their school and go back home.

 

This problem does not only lead students to hate school, but also to hate the teacher who never tries to create some activities that delight the students and wake them up to the lesson. This teacher keep shouting at his students faces to keep on their attention, which is as he says really important, but in his students’ opinion, “ I don’t really care about that professor’s eloquence”.  Thus, after turning back home, children won’t study and even never try to touch their school bag!! They eat lunch and then go out with their friends or watch TV.

What makes it worse is the invention of smartphones, these generation destroyers  have created a pretty great space between the leisure time of the old generation and the modern one, so that teenagers are neither going out together, nor spending time  with their family. They devote all their time to play games on their smartphones, chat with their friends on WhatsApp instead of meeting up somewhere, and even peruse social media such as Facebook, Instagram, Snapchat, Twitter.. in place of studying or reading a book, magazine, or newspaper..

 

The boredom students feel at school is related to the revolution of the internet, as at school, they are caught between four walls, forced to study for seven hours, while at home, they are free and can play online all the time without stopping.

The shock I experienced after discovering the answer to my childhood interrogation  made me think of “ What schools and teachers must do with integration of the parents to, exploit the presence of the Internet and Smartphones at both home and school in order to restore the passion learners had in devoting their lives seeking knowledge in a modern way, and consequently, students might stop hating school”

تثمين الجسم وهوس موضة التجميل.. إلى أين!؟

كتبت د.رولا حطيط

          یعدّ الجمال  أحد الموضوعات التي أثارت اهتمام الإنسان وتطرّق إليها منذ أن عبّر عن خواطره شعرًا أو نثرًا، وکان اللافت عبر العصور، عناية المرأة بجمالها ومحاولة إظهار أنوثتها من خلال إطلالتها، والوصول إلى أقصى درجات الجمال الجسديّ، فمن المعروف أنّ ملكات العصور السابقة حضرنّ مستحضراتهنّ التجميليّة بأنفسهنّ، وانتقلت إلينا العديد من وصفاتهنّ التي لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا على الرغم من تشكّل مستحضرات التجميل وتنوّعها.

ولطالما شکّل الجمال جزءًا من تركيبة الإنسان؛ غير أنّ معاییره اختلفت باختلاف الشعوب والحضارات، ولقد كان لكلّ الحضارات البشرية القديمة مقاييسها الخاصة في الجمال. فالجمال والبحث عن الكمال غريزة فطر عليها الإنسان منذ أن خُلق، ولم يقف هذا التقدير عند التغّني به، بل أصبح في العصر الحديث علمًا يعنى بشؤونه الباحثون وطبًّا يمارسه جرّاحو التجميل.
وفي هذا المقال سنتناول المقاييس التي علی أساسها یقیّم الجمال فی عصرنا، حیث تتباين المعايير القيَميّة والسلوكيّة، وتتداخل المٶثرات الثقافیّة في ظلّ مواكبة الحياة العصريّة وفنون التّواصل الاجتماعيّة التي تُميّز شخصيّات عن غيرها. فالملاحظ أنّ عمليّات التجميل في المجتمع، وبحسب آراء أطبّاء التجميل، ذاهبة إلى ارتفاع ملحوظ ولا سيّما عند الفئة الشّابة، ووفقًا لإحصاءات أجرتها جريدة «الشرق الأوسط» يحتلّ لبنان المركز الـ24 عالميًّا بعمليّات التجميل[1]، وقد تصدّر في السنوات الماضية  قائمة الدول العربيّة التي تجري عمليّات التجميل، وخاصّة عمليّة شفط الدهون ونحت الجسم والحقن لتتفوّق عليه المملكة العربيّة السعوديّة لاحقًا[2]، حيث تُجري مستشفياته شهريًّا ما يزيد عن 120 عمليّة تجميل جراحيّة ذات خطورة، هذا عدا عن العمليّات التي لا تحتاج إلى جراحة، وأسهمت هذه العمليّات بنحو 15% من الإنفاق السياحي في لبنان[3].

 ولقد راج  قرض التجميل الذي أطلقه أحد المصارف اللبنانية عام 2007 ليصل مقداره إلى 5000 دولار للمساعدة على الخضوع لعمليّات التجميل[4]. فكرة القرض انطلقت من كون العديد من اللبنانيّين قد تعرّضوا للإصابات خلال حرب (2006) وباتت لديهم تشوّهات، غير أنّ إحصاءات أشارت إلی أنّ النسبة الأكبر من المهتمّين كانت من أشخاص سليمين يرغبون في إجراء عمليّات تجميل وليس ممن لديهم تشوّهات، هذا الأمر دفع البنك المركزيّ إلى الطلب من المصارف التشدّد حيال منح القروض.

ولم تعد هذه العمليّات حكرًا على فئة عمريّة معيّنة أو تقتصر على العمليّات الترميميّة والتقويميّة؛ فما كان صعبًا في المجتمع وغير مقبول أو لا يصرّح به، أصبح فخرًا واعتزازًا وأحيانًا هوَسًا عند بعضهم  تماهيًا مع فنان أو فنّانة، وسعيًا إلى الكمال، ومواكبة الموضة الرائجة، ما جعل النساء تحديدًا متشابهات في الشكل والجسم إذ تتوفّر عند أطبّاء التجميل قوائم جاهزة خاصّة للجمال «تكبير، شفط، شدّ، حقن، وغيرها من المصطلحات»؛ فيبدأن من أجزاء الوجه جميعها وصولاً إلى أجزاء الجسم المختلفة، ما يطرح تساؤلات كثيرة أبرزها: هل تعيش السيّدات  هوس «التجميل»  في المجتمع، خاصّة أنّ احتياجات الرّجل اليوم تختلف عمّا كانت عليه قديمًا، بحيث أصبحت لديه مواصفات معيّنة لفتاة أحلامه لا تتحقّق في أحيان كثيرة إلّا بعمليّات التجميل، إذ تغيّر مفهوم الجمال وتمّ إعطاؤه مقاييس معيّنة وشكلًا محدّدًا لم تكن موجودة سابقًا؟  وإلى أيّ حدّ بات المظهر الخارجيّ من الأولويّات التي يوليها الجميع من مختلف الأعمار والمستويات الثقافيّة من الاهتمام والوقت والمال ولا سيّما أنّنا نعيش عصر ثقافة الصورة التي تسود العالم وانتشار التقنيّات الحديثة والتماهي بالعالم التكنولوجيّ حيث تبثّ الشركات العالميّة من خلال الفضائيّات والإنترنت نمطًا استهلاكيًّا هدفه تنميط الأذواق والأفكار؟

 علامات استفهام كبيرة توضع حول هذا الموضوع والجدل فيه بين مؤيّد يرى أنّ هذه العمليّات تضفي لمسات جماليّة وتحافظ على المظهر الفتيّ، ومعارض يجد أنّها أخذت طابع الغيرة والتقليد، وهي نتيجة عوامل ومؤثّرات نفسيّة واجتماعيّة، وهذا ما يُسهم في إضاعة الهويّة الشخصيّة، وجعلها مختلفة جذريًا، وأحيانًا يترك فيها تشويهًا.

ولعلّ الإعلام قد أسهم بمختلف وسائله وبرامجه الحديثة من محطات تلفزيونيّة مرئيّة ومسموعة، أو الإعلانات على الطرقات، والانتشار الواسع لمراكز التجميل، في التأثير في الأفراد، وترويج ثقافة الموضة والاهتمام بالمظهر الخارجيّ، وتعديل الملامح «عمليّات تجميل»، أي تصويب المجتمع إلى الاستهلاك في الجمال الذي تحوّل بواسطة الإعلانات إلى سلعة، فيعيش الانبهار كما استهلاك السلع والتكنولوجيا والأفكار والأزياء.

وفي أوساط جراحيّ التّجميل يتداول ما يؤكّده المعالجون النفسيّون أنّ ثمّة أشخاصًا «مرضى عدم الرضا» يعانون الشعور بالنقص ووسواس الجمال، ويرجحون ذلك إلى عدم حبهم أنفسهم؛ ما يجعلهم يبالغون في تجميلها، وهو ما يعطي نتائج عكسيّة أحيانًا، إذ تتحّول عمليّات التجميل إلى «عمليّات تشويه». وثمّة تجارب كثيرة تشير إلى أنّ عمليّات التجميل لا تكون دائمًا موفّقة.

إنّ ملفّ عمليّات التجميل يفتح سجالًا واسعًا في المجتمع لتشعّبه، فهو عالم الذين يبحثون عن الجمال ربما مسايرة لموضة ما، أو هو هوس اجتماعيّ ووجاهة اجتماعيّة وغيرة من جمال الأخريات من دون التفكير في العواقب، أو حتّى عدم الرّضا بما هو مقبول كحدّ أدنى.

و ما يتشكّل حولنا – بطبيعة الحال – هو شيء من الواقع واللاواقع، وبحسب تناولنا هذين المفهومين، فإنّنا نحيل المسألة إلى التوصيف أكثر كون التوسّع في هذا الموضوع يحتاج إلى التوقّف عند أطراف النقائض؛ لأنّها تظهر ما يخفيه المألوف.

————————————————–

[1] هيستيريا عمليات التجميل في لبنان: طلوب وتمنى ، البیان،30/8/2018

[2] – دراسة سعودية جديدة کشفت أن السعوديين، رجالاً ونساءً، يتصدرون لائحة الشعوب العربية الأكثر إقبالاً على الجراحات التجميلية.Lbcgroup3/1/2018

[3] – مراکز التجمیل في لبنان تخضع للتجمیل، المسيرة السبت 9/7/ 2017.