Month: July 2018

وسائل التواصل الاجتماعيّ……خصوصيات معلنة

*بقلم رولا جميل حطيط

         يعدّ الفضاء الافتراضيّ أهمّ إنجازات ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي شهدها العالم، فتطوّر (الإنترنت)، وانتشار التقنيات الحديثة للاتصال، وتزايد تطبيقاتها في مجال الإعلام والاتصال، أسهمت في ظهور نوع جديد من الإعلام، وهو »الإعلام الإلكترونيّ« الذي يعدّ ظاهرة إعلاميّة جديدة تتميّز بسرعة الانتشار، والقدرة على الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور، وبأقصر وقت ممكن، وأقلّ تكلفة

     ولقد أدّى تطوّر المواقع وتنوّعها وشموليّتها إلى تنامي اعتماد الأفراد على الإنترنت في كلّ مجالات الحياة، خاصّة في مجال التواصل الاجتماعيّ، حيث تعدّدت استخداماته: من تصفح البريد الإلكترونيّ، إلى المنتـديات وغـرف الدردشة، والرسائل النصيّة والفـوريّة، والمدوّنات، إلى درجة غدت المواقع الاجتماعيّة مصطلحًا معروفًا أطلق على مجموعة المواقع الإلكترونيّة التي ظهرت مع الجيل الثاني للويب، وأتاحت التواصل مع مجتمع افتراضيّ، وأشهرها: Face Book – MySpace – Twitter – Xing  –Instagram – وغيرها

    وسائل التواصل الاجتماعيّ هذه من المفترض أن تكون أدوات لمعادلة الحياة الواقعيّة، يتشارك الفرد عبرها الأخبار والآراء مع الأصدقاء والغُرباء على حدّ سواء، وأيضًا الاحتفال بالإنجازات، أو إعلان المواقف المؤيّدة والمخالفة لقضيّة ما والمناقشة فيها، وغيرها مما يتمّ تداوله في الواقع عادة، حتى أنّها أتاحت هذه الفرص لمن صودر حقّه في التعبير واقعًا، فأصبحت هذه الوسائل بالفعل الصوت العالي والمنبر المتاح للجميع من دون استثناء

 لا نُناقش هنا سلبيّات وسائل التواصل الاجتماعيّ أو إيجابيّاتها، وإنّما نحاول أن نرصدَ بعض المشاهد التي غَدت علامةً نهتدي بها إلى بعض العقد النفسيّة والاجتماعيّة التي  بدأت تسبّب المتاعب إنْ للشخص المتفاعل والمتابع أو لمحيطه الاجتماعيّ ومنها

حبّ الظهور

       أضحى شعار »أنت تراني إذن أنا موجود« الطابع الطاغي على وسائل التواصل الاجتماعيّ، والمجتمع اللبنانيّ يعاني، كما المجتمعات الأخرى، مشكلة »حبّ الظهور« والاهتمام بالأمور الكماليّة التي تعكس المستوى الماديّ الذي يعيشه الفرد، وهذه القيم هي من القيم الاستهلاكيّة الجديدة  التي بدأت تتفاقم وتنتشر وباتت من سمات مجتمعنا، والتي يُسهم في إظهارها حبّ التقليد والبعد عن الواقع والحقيقة من خلال التسلّح بهذه المظاهر، وتّعدّ بحسب الكثير من الأخصائيّين النفسيّين والاجتماعيّين نوعًا من أنواع التغطية على فشل معيّن في الحياة، حيث ينطبق عليها المثل القائل: »كلّ ما زاد عن الحدّ انقلب للضد

    لقد أدّت مواقع التواصل الاجتماعيّ إلى انتشار »حبّ الظهور« من خلال نشر صور الخصوصيّة للأفراد والتباهي بها، وما عزّز هذه الظاهرة أكثر الشعارات والوسوم (الهاشتاغات) المتنوّعة

       وكان للتجميل نصيبه من هذه العبارات والهاشتاغات تزامنًا مع نشر صور »سيلفي« تُظهر ضحكة هوليوود الشهيرة والرائجة في عالم الموضة، وبين الصبايا وهاشتاغ # أجمل ضحكة#

وعلى أيّ حال، فإنّ من الآثار التي لا يلتفتن إليها في هذا الإطار حجم كسر الخواطر الذي يحصل نتيجة هذه السلوكيّات، وذلك من خلال المبالغة في نشر صور الأبناء والأطفال عمدًا أمام من لا يُرزق بأطفال، أو صور وعبارات تُظهر مبالغة في العواطف والعلاقات الأسريّة،  خلال  نزهات  ورحلات ترفيهيّة  لأفخر الأماكن، واقتناء الملابس الباهظة، وإبراز الجواهر وأدوات الزينة للتباهي بطريقة مبالغ بها، أمام من يعجز عن الإتيان بهذه الأمور بسبب عدم توفر الإمكانات الماديّة وحتى المعنوية لها، ما يُسبب في أحيان كثيرة الوقوع في فخّ الردود الانفعاليّة والكيديّة، من قبل المتأمّل المقصود، يعبّر عنها بهاشتاغات وعبارات

العلاقات الزوجيّة إلى أين؟

        نجد الكثير من النساء ممن أدمنّ التباهي بحميميّة الحياة الزوجيّة وعرضها على صفحات التواصل الاجتماعيّ بطريقة المناكفات اللطيفة، والغزل المحبّب، والتعليقات، والحوارات المفتوحة للجميع، فتظهر الحياة بسعادة زائدة لا همّ فيها؛ ما يؤدّي بالطرف الآخر المتأمّل إلى حالة من التذمّر الداخليّ من واقعه المعاش، حيث الزوج الكتوم الذي لا يفصح عن مشاعره خارج دائرة المنزل بل يبقيها حبيسة الجدران. ويظهر ذلك من خلال ما تنشره النساء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ، كأن تعمل share لمنشور الغزل الذي كتبه زوجها لها وذلك لتعميمه على الملأ

العاطفة الافتراضيّة

        أحدثت العلاقات العاطفيّة الافتراضيّة على مواقع التواصل الاجتماعيّ جدلًا بارزًا بين أوساط المختصّين الاجتماعيّين والنفسيّين جرّاء الآثار السلبيّة التي تتركها في الأفراد الذين يقعون في مصيدة هذه العلاقات، والتي تؤدّي إلى ابتزازات رخيصة وردود أفعال عنيفة. فكثير هم الذين استوطنوا في هواتفهم، ورأوا أنّ نوافذ الدردشة هي بوابات العبور للحصول على شريك أو شريكة المستقبل، فانتشرت العلاقات العاطفيّة التي أنتجتها الدردشات الافتراضيّة، والتي غالبًا لا تنتهي باستقرار أو أرتباط؛ بل تؤول إلى صدمات عنيفة تلحق بالأنثى تحديدًا، بسبب اكتشاف الخداع من الطرف الآخر الافتراضي، ويترجم ذلك عادة بنشر منشور يفيض همًّا وحزنًا وكآبة

        ما قُدِّمَ ليس رصدًا لجميع مشكلات وسائل التواصل الاجتماعيّ كما ذكرنَا في البداية، وإنما هو محاولةٌ لتسليطِ الضّوء على تجليّات بعض السلوكيّات التي تحتاج منّا إلى الوقوف أمامها مليًّا، ويغدو الإشكال الأكبرُ في إعادة البرزخ بين الواقعيّ والافتراضيّ والتّوازن الذي يجب أن يعيشه الإنسان في علاقته مع نفسه ومع الآخرين، ورفضِ الغرقِ في أوهام الافتراض، والاهتمام بالشّعور الإنسانيّ، وعدم تغليب الأنا وسعادتها وإشباع رغباتها على ما قد يسبّب جرحًا وحرجًا للمتابعين والمتفاعلين، والحذر من الوقوع في شباك الوَهم خلف شاشات الهواتف الذكيّة، ومحاولة إحياء اللّحظة والحياة فيها وتوثيقها من دون قتلها، حتى لا تضحي وسائل التواصل الاجتماعيّ رصاصة الرحمة في قلب مجتمعتنا

دكتوراه في العلوم الاجتماعية / مدربة في التنمية البشرية*

فزلكات عقد النقص

كتبت فاطمة السيد

لطالما استوقفنا موقف ، أو كلمة، أو تصرف، وشعرنا إنه مبالغ فيه لدرجة بتخلينا نعيد تفكيرنا بسلوك الشخص ودوافعه، وليه حكي؟ وليه تصرف هيك؟

التّكلف، والفزلكات، وحب الظهور، بيدل على حقيقة وحدة….”عقدة نقص”

من مظاهر عقد النقص عند بعض الأشخاص

   بينكر لهجة منطقته، وبتلاقيه عطول بجيب لهجات غريبة عجيبة، وساعة بيحكي انجليزي وساعة فرنسي، المهم يبين كلاس

  بيتعمّد يكون نيقة بكل شي… وأغراضه مقدسة

   بيختار أصدقاؤه تبعاً لأهمية إسم العيلة ومركزهم الاجتماعي

   موديل السيارة إلي راكب فيها أهم من المشوار نفسه

   كيس الأغراض أهم من الأغراض أو لشو عايزن، و”الكيس نفسه” بيضل محتفظ فيه، طبعاً…عليه اسم هيداك المحل المشهور

   الماركة قبل كل شي.. ولشو اشترى الغرض

   المكان أهم من مع مين قاعد

   التخصص إلي بيعمله بريستيج، قبل إذا رح يفيده؟ يحبه؟ أو لأ

   الأغنى هو الأفضل دائماً عنده..وحبيب قلبه

   عندو سلطة؟ يعني من بيت فرفور ذنبه مغفور لو شو ما عمل

   بيتكسر تكسير إذا شاف حدا أحسن منه ولو بشي كثير بسيط

   دائما بيحكي عن حاله، بمناسبة، ومن غير مناسبة، مصدّق حاله، وعاطي نفسه حق ينتقد، وينكس، ويعلق على غيره

 ثقيل الدم، متعجرف، وإذا اضطر بيتواضع، أو بيبتسم كرمال مصلحته بس

   إذا تولى منصب، بيظلم كل مين بيستحق المكآفأة، وبنفس الوقت كرمه ليس له حدود مع مين مصلحته معه على الطّالع والنّازل.   قاسي لأقصى الحدود مع إلي بيغلط معه…ما بيسامح أبدا

   أصدقاؤه على شاكلته بيفهموا على بعض، وأصلاً ما بيعرفوا شو يعني صداقة “جماعة مصلحجية”

هيدا الشخص بينشفق عليه فعلاً…عايش صراع، وغايب عن باله، إنه قيمة الإنسان بسلامة عقله وتفكيره

مواقف تربوية: خسارة أولى – إيمان طوط

 


خسارة أولى

أتى والده باكياً، حاملاً بين يديه سمكته الذهبية

كانت هدية عيد مولده الخامس.. لمدة عامٍ وثمانية أشهر كانت صديقته.. اعتنى بها، أطعمها، لعب معها، راقبها لساعات، وروى لها يوميّاً أدق تفاصيلِ يومه

وفي صباح ذلك اليوم وجدها طافيةً على سطح الماء.. حملها وجرى نحو والده والألم يعتصر قلبه

قابله والده بوجه عابس، أخذها منه ورماها في المرحاض

ذهبت وعيناه المغرورقتان معلقتان بها، زمّ شفتيه وغرق في نهر من الدموع بلا صوت.. رماه والده بنظرة قاسية وقال له: الرجال لا يبكون

تجويد التعليم العالي.. أميال معدودة؟ أم رحلة الألف ميل؟؟ -هبة شهال

 

تجويد التعليم العالي.. أميال معدودة؟ أم رحلة الألف ميل؟؟ 

هبة شهال

لاشك أن التعليم العالي آخذ بالتوسع الفكري، فالجامعات تخرج سنويًا العديد من الطلاب الذين يحصلون على فرصة التعلّم لاكتساب المعارف، وتوظيفها في سوق العمل، فهي تمنح الشهادة التي يستحقها الطالب بفضل جدارته في المستويات التالية: الإجازة، والماجستير، والدكتوراه، بمختلف الاختصاصات التعليميّة والجامعية التي توفرها الجامعات للطلاب.

ولا بد أن ندرك أن القضية الأهم هنا تكمن في إدراكنا لأهمية الالتحاق بالتعليم العالي وتطويره وتحديثه بشكل مستمر باعتباره مادة استهلاكية، اي الاهتمام بجوهر التعليم ومحتواه وطرائقه ودوره في تكوين العنصر البشري العلميّ والتكنولوجي الذي يساهم في تطوير المجتمع وتحديثه والنهوض به مستقبلًا ليكون في هذا الوضع كاستثمار، وذلك من خلال السياسة التي تتبعها المؤسسات التربوية وكادراتها التعليميّة التي تشكل العمود الفقري للعملية التعليميّة وعصبها الحيوي في المنظومة التعليميّة.

وبفضل التطور الحاصل،  لم يعد  دور التعليم العالي محصوراً ضمن دائرة ضيقة ومحدودة بل توسعت الى ابعد الحدود، فلم يعد يقتصر فقط على التدريس  والتلقين للمناهج والعلوم، بل يعمل على تعليم اسلوب التفكير الناقد لدى الطلاب، وتنمية المهارات والإبداعات بما يتوافق مع الميول الفردية، ودعم البحوث العلمية التي تساهم في الارتقاء بالمجتمع ولمواجهة التحديات التي تعترض عملية التنمية. لذلك يلعب التعليم العالي بشكل عام دورا فاعلًا ورائدًا في تحديث التعليم وتطوير البحوث العلمية، لخدمة المجتمع ولتطوّره المستمر، كما يؤهل الطلاب للاتجاه نحو مجتمع المعرفة وسط التطورات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعالمية، الذي يساهم بتنوع التعليم العالي، وبتعدد الثقافات في المجتمع في نطاق من الحرية والديمقراطية الفكرية.

 لاشك ان التطور التكنولوجي المتسارع يتطلب معرفة علمية ببعض الاختصصات الحديثة، ومنها: المعلوماتية الحديثة ،إدارة الجودة، تنمية المهارات، والتخطيط السليم، من قبل مؤسسات التعليم الجامعي لإعداد مخرجات تعليمية تتطابق مع مدخلات السوق وحاجاته. 

من هنا نستنتج، أن ادخال التكنولوجيا الى التربية والتعليم ورقمنة المعلومات لها فوائد في توسيع الخيال البشري والابداع الفني في كافة المجالات، وهي تعمل على نشر العلم  والمعرفة، وجعل التعلّم فعّالا عندما تقدم تسيهلات للخدمات التربوية، وعليه فإن الجودة في التعليم هي ان تكون عملية التعليم مثالية، وهي تطبيق الجودة التعليميّة بما يحسن ويطوير المناهج المتبعة في الجامعات و أن اعتماد التطبيقات التكنولوجية في التدريس وتحقيق أعلى المستويات الأكاديمية ينتج عنها تخريج طلاب على درجة من الكفاءة العلميّة، واجراء تقييم تربوي مستمر للمدخلات وللممارسات الأكاديمية وايضا للمخرجات التعليميّة لمعرفة مدى توافقها مع حاجات سوق العمل. فهناك العديد من الطرق والأساليب التعليميّة الحديثة  والمتنوعة التي يمكن اعتمادها في التدريس من قبل الأساتذة الجامعيين الذين يتمتعون على درجة عالية من الكفاءة العلميّة والخبرة في التعاطي مع كل ماهو جديد إلكترونيًا، وهذا ما يبرر أهمية اعتماد نظام الجودة نظرا لأهميته الكبيرة بالنسبة للجامعات وللطلاب والمجتمع.

وفي هذا الإطار لابدّ من القول، إن توفير المناخ والجو التربوي الحديث والفعال يدفع الى اثارة اهتمام الطلاب وتشجيعهم في عملية اكتساب المعارف باسلوب نشط ومرن خارج الاطار التقليدي ذي الطابع التلقيني بفضل وسائل وأدوات التّكنولوجيا التعليميّة الحديثة. وإن إحداث التطورات والنقلات النوعية في اساليب التعليم والتعلم يكمن بتسهيل تحقيق الأهداف التربوية للمعلميّن والمتعلميّن، وبتطبيق نظام الكفاءة العلميّة والجودة التعليميّتين داخل الحرم الجامعي. لذلك فان تطور التعليم وجودته منوط بتطوير الأهداف التربوية، حيث تعرّف الأهداف في العملية التعليميّة بانّها “الغاية التي يراد تحقيقها من خلال العملية التعليميّة، وعند علماء النفس السلوكيين تعرف على أنّها عبارة عن تغيّرات سلوكية محددة قابلة للملاحظة والقياس ،يتوقع حدوثها في شخصية المتعلم بعد مروره بخبرات تعليميّة”.

وهنا فإنّ مجموعة من الأسئلة تطرح نفسها:

هل تعتمد الجامعات أسلوب التعليم الإلكتروني بشكل فعلي؟ وهل ستساهم بدورها في تطوير وتجويد التعليم ورفع مستوى التعليم العالي؟ هل ستساهم التّكنولوجيا الحديثة في الجامعات المحلية في سد الفجوة المعرفية واصطفاء النخب المتعلمة؟ وما مدى إمكانية الاساتذة الجامعيين التدريس في ظل نظام تكنولوجيا التعليم؟ وهل ستقوم الجامعات المحلية بمواكبة التغييرات التي دخلت مجال التعليم العالي؟

وللإجابة عن الأسئلة السابقة يمكن القول، إن التعليم الإلكتروني يحقيق الجودة المطلوبة في التحصيل العلميّ من خلال انجاح العملية التعليميّة والابتعاد عن طرق التعليم التقليلدية بتامين بيئة تكنولوجية متكاملة في الصروح الاكاديمية، وهذا يتوقف على مسألة تمويل التعليم لدى مؤسسات التعليم العالي.

كما أن التّكنولوجيا التعليميّة عززت من دور الجامعات في اصطفاء النخب التربوية باعتمادها على الاختبارات الإلكترونية في عملية التقييم التربوي، كما انها تسعى الى تطوير محتوى المادة التعليميّة بحث الاساتذة على تطبيق نظام التعليم الإلكتروني.

إضافة إلى ذلك فإن تدريب الاساتذة على استخدام التكنولوجيا التعليمية امر ضروري جدا لتسهيل عملية التواصل بينهم وبين طلابهم كما انها عزّزت من المشاركة الصفية، فالتّكنولوجيا نجحت في مساعدة الطلاب في اكتساب للعلم وبناء مجتمع المعرفة.

و إن استخدام الوسائل والتطبيقات التكنولوجية في التعليم ساهمت باكتساب مهارات جديدة لدى المدرسين الجامعيين وببلورة البحث العلميّ، فانها قامت بتفعيل العمل بالمكتبة الرقمية عبر محركات البحث المرتبطة بشبكة الانترنت مما سهل الى حد كبير عملية التعلم والتعليم لدى الاساتذة والطلاب على حد سواء.

وهنا لابدّ من عرض بعض الاقتراحات ذات العلاقة مثل، تطبيق استراتيجيات التعليم الحديثة للمناهج الدراسية في مؤسسات التعليم العالي للحد من الأسلوب التلقيني التقليدي، وضبط استخدام التكنولوجيا في الصروح الجامعية بما يخدم عمليتيّ التّعليم والّتعلم لتحقيق أهداف التّعليم الّنشط بأسلوب تعاوني وجماعي، بالاضافة إلى سعي كل الجامعات إلى تأمين بيئة تكنولوجيّة متكاملة من أجهزة كمبيوتر وخطوط انترنت لتسهّل من مهام الأساتذة الجامعيّن العاملين لديها، وتمكّن الطلاب من القيام بالأبحاث العلميّة ومتابعة التحصيل الدراسي، مع ضرورة فرض رقابة أكاديمية إدارية من قبل وزارة التربية والتعليم العالي ومن قبل كل المؤسسات الجامعية الخاصة لأداء الاساتذة الجامعيين العاملين لديها وتشجيعهم لاستخدام التكنولوجيا في المواد والمناهج الدراسية، وتدريبهم بشكل دوريّ على كل ماهو جديد من تطبيقات أو برامج تكنولوجية لسد الثغرات والسعي إلى التطوير المستمر لما لها من دور فعال في تجويد التعليم وتخريج أفرادعلى درجة من الثقافة والعلم.

لقد بات من اللازم أن يكون التعليم العالي في الجامعات على درجة من الرقيّ والحداثة والقدرة على منافسة الجامعات العربية والعالمية، من خلال تطبيق استراتيجيات وطرق حديثة في التعليم وأن التكنولوجيا ما وجدت الا لتوسيع مجتمع المعرفة ولتبادل الخبرات وتسهيل الحصول على المعلومات بجودة ودقة عالية من خلال التطبيقات الإلكترونية، فهي تعمل على اتباع الإسلوب النشط والتعاوني في المناهج الدراسية والإبتعاد عن التلقين والتنظير والتركيز على استخدام الكادر التعليمي الجامعي للتكنولوجيا في العملية التعليمية بغية الوصول الى مستوى علمي ذات جودة عالية ينهض بالمجتمع وبالوطن.

LMD SYSTEM

 

  هل يتم تطبيقه في الجامعة اللبنانية .. كما يجب؟؟ 

نقلة نوعية بحاجة لإعادة التقييم       

إبراهيم جواد / خاص لـ: أوراق تربوية

   بعيد عن أهدافه فمن المسؤول؟؟  LMD  نظام

يُؤكد مُعظم الباحثين والخبراء على أهمية هذا النظام الجديد، المُتبع  في الجامعة اللبنانية مما يحمله من تطور، وحداثة، ومواكبة لآخر المستجدات العالمية، وخاصةً انفتاح لبنان على دول أوروبا التي طبقت هذا النظام، والحديث عن فرنسا التي يُسافر إليها الكثير من طلاب الجامعة اللبنانية لنيل درجة الماجستير،  والدكتوراه في جامعاتها، ولعلّ أهم التسهيلات التي يجدها الطالب هناك هي تشابه الانظمة التعليمية مما يُتيح  له الانخراط السريع في البلد المضيفولكن هل تمكنت الجامعة اللبنانية بالفعل من تطبيق ذلك النظام  كما يجب؟؟ وهل نجحت في تطبيقه، ووصلت إلى نتائج طيبة بعد أكثر من عشر سنوات من إقراره؟؟

؟؟LMD ما هو نظام 

الدكتور “عبد الحكيم غزاوي” مدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الفرع الثالث يحدثنا عن بدايات هذا النظام ومراحل تطبيقه في لبنان

هو نظام بَدأ في أوروبا سنة 1990،  وكان نتيجة لعدة اجتماعات أولها كان في برشلونة وآخرها في بولونيا، هدف هذه الاجتماعات هو توحيد نظام التعليم في كل دول أوروبا

 تم تسميته لاحقاً بذلك، وهو اختصار لمراحل الدراسة الجامعية وهي مرحلة الليسانس أو الإجازة ومدتها ثلاث سنوات، والماستر مدتها سنتين وأخيرًا الدكتوراه، ومدتها ثلاث سنوات

يعتمد هذا النظام على مبدأ الأرصدة ويُلزم الطالب ب 180 رصيد حتى ينهي مرحلة الإجازة، ويساوي الرصيد الواحد عشر ساعات تعليمية داخل الجامعة

 تَتوزع تلك الساعات والأرصدة على مدى ثلاث سنوات، ست فصول، وكل فصل يحمل 30 رصيد أي مايعادل ثلاثمائة ساعة تعليمية

ويجب علينا التفريق بين النظام الأوروبي الذي تتبعه الجامعة اللبنانية والنظام الأمريكي الذي تتبعه الجامعات الخاصة في لبنان، وتتراوح أرصدة الأخير بين 90 و 99 حتى ينهي الطالب مرحلة الإجازة

؟؟LMD  هل تم الاستعجال في تطبيق نظام ال

أكدت أستاذة كلية الحقوق والعلوم السياسية الفرع الثالث ريما أدهمي، أنه لايمكن أن يكون هنالك استعجال، أي نظام يحتاج إلى الوقت الكافي لتطبيقه، وتغيير النظام ككل ليس بتلك السهولة، فالكادر التعليمي، وكذلك الطلاب يحتاجون إلى الوقت الكافي لفهم النظام الجديد وطريقة تطبيقه. كل نظام يواجه بعض الصعوبات في مراحل تطبيقه، وواجب الإدارة هو مواكبة تلك الصعوبات وايجاد الحلول المناسبة لها

واتفق معها الدكتور عبد الحكيم غزاوي معتبراً أنه لم يكن هنالك استعجال، فكل نظام يعاني من عثرات في بدايات تطبيقه

 

 

ماهي العقبات التي تُواجه هذا للنظام؟

يَعتمد هذا النظام أساساً على أن الطالب هو محور العملية التعليمية  وليس المعلم، و برأي “أدهمي” فإنه على الطالب البحث المُتقن عن المادة المعطاة، وللمواضيع التي يتم مُنقاشتها داخل الصف، وهذا بالطبع يَستلزم أدوات البحث الأساسية، وهي المكتبات والإنترنت،  وهما غير متوافرين بشكل مناسب. تقنياً يكاد وجودهم مثل عدمه

من جهته أكد الدكتور غزاوي أن النظام الجديد  شكل أعباءً جديدة على الموظفين خاصة وذلك بالنسبة للمتطلبات التي يحتاجها  هذا النظام، وشدد على أهمية الموظفين القُدامى الذين يخرجون للتقاعد سنويا بنسب مرتفعة، وعدم توافر البديل المناسب خلق أعباء جديدة على الموظفين الموجودين أساساُ

وبالنسبة لأساتذة الجامعة، كل عدة سنوات هنالك عملية تفريغ لعدد معين تكون السياسة فيه سيدة الموقِف، وهنالك ملف يتم العمل عليه لتفريغ حوالي 600 أستاذ جديد، وتمّ تأخير إعلان التفرغ للمستحقين نسبةً إلى اعتراض بعض الطوائف بسبب ما يحدثه من إخلال للتوازن الطائفي في لبنان. ويذكر أنه في عام 2008 تفرغ حوالي 600 أستاذ، وفي عام 2014 تفرغ 1200 أستاذ

LMD  ثغرات في نظام ال

لأن هذا النظام يعتمد على التطبيق أكثر من التلقين، هذا يتطلب عدد طلاب أقل في الشعب داخل الجامعة، فمثلاً:  لنجاح عملية المحور العملي يجب أن لايتجاوز عدد الطلاب داخل الصف ال 25 طالب، يقول غزاوي:  “لدي هذه السنة 4 صفوف، وفي كل صف يوجد من 100 إلى 120 طالب مما يستحيل علي الاعتماد على الأسلوب التطبيقي أو العملي

والمأزق الحقيقي الذي يواجه هذا النظام هوعدم تعديل المناهج باستمرار والذي لايتم في بعض الفروع التابعة للجامعة اللبنانية

وبرأيه فإن هذا النظام المتبع هو بحاجة إلى أشخاص مخلصين لمتابعته بشكل مستمرللوصول إلى نتائج إيجابية، وكل نظام مهما كان متماسكاً فهو بحاجة إلى الناجحين، وإذا كان أساساً هذا النظام ناجحاً في أوروبا فلماذا لاينجح في لبنان

هل يتم تطوير المناهج باستمرار بما يتناسب مع روح النظام الجديد؟

بالنسبة لكلية الحقوق والعلوم السياسية في طرابلس، أكدت “أدهمي” على وجود ورش عمل متعلقة بتطوير المناهج باستمرار، ويعمل الأساتذة من خلال احتكاكهم مع الطلاب على اقتراحات دائمة على المنهاج ، ويتم نقلها للإدرة لمناقشتها

 أهدافه؟؟ LMD  هل حقق نظام ال 

اعتبرت “أدهمي” أنه من المُبكر أن نتحدث عن هذه النقطة بالذات فكل نظام جديد يجب  أن يأخذ الوقت الكافي له لتحقيق أهدافه، وبالحديث عن العقبات التي تقف بشكل دائم عائقا في وجه هذا النظام ونجاحه فإن من أهمها عدم وجود مكتبات حديثة قادرة على مواكبة التحديث والتطوير التي يعتمد عليها النظام أساساً، وهذا يتطلب زيادة حقيقة في ميزانية الجامعة وفي ظل محدودية الميزانية نحاول دائماً توفير الكتب بشكل خجول

LMD ما رأي الطلاب بنظام ال 

حسام جبلاوي المتخرج حديثاً والذي يضع كل لومه على هذا النظام الذي أخر تسجيله في مرحلة الماجستير سنة واحدة بسبب بعض التعقيدات التي واجهها

أكد جبلاوي على أهمية هذا النظام في الجامعة اللبنانية  إلا أن الأساتذة يواجهون صعوبة بالغة في تطبيق هذا النظام بمبادئه في ظلّ إنعدام تواجد المكتبات والتكنولوجيا المتطورة

تحدث جبلاوي عن مشكلة حقيقية يعاني منها الطلاب في الجامعة اللبنانية وهي تعديل رصيد المادة الدراسية بشكل مفاجئ، على سبيل المثال هنالك مواد تكون عدد أرصدتها 6 ثم في السنة الثانية تتبدل إلى ثلاثة أرصدة، وبتلك الحالة يخسر الطالب عدد معين من الأرصدة وهو بحاجة لتعويضها، ذلك أدى إلى حالة من الارتباك

لدى الطلاب

ليال جبرائيل طالبة ماستر علوم سياسية، ترى أن هذا النظام حسناته كثيرة ومن أهمها هو عدم اضطرار الطالب إلى إعادة المادة مرة أخرى في حال عدم نجاحه إلى السنة التالية وهذا لم يكن متاحًا في النظام القديم بالإضافة إلى تقليص عدد سنوات مرحلة الإجازة إلى ثلاث سنوات بعد أن كانت أربعة

أخيراُ، يكاد لايختلف اثنين على أهمية هذا النظام المتبع، وقدرته على المساهمة في إغناء المعرفة لدى الطالب الجامعي، ولكن لكي تتحقق الأمنية التي يسعى إليها الجميع فهم بحاجة إلى معدات متطورة، وتكنولوجيا حديثة، ومباني مجهزة ومعاصرة

…الجامعة اللبنانية لم تكن الأولى التي تعاني من نقص في الموارد، ولكن من الأجدر أن تكون الهدف الأول لجميع المسؤولين للعمل على تطويرها، وللحديث بقية