معلم المستقبل ـ بقلم المدرب حسن يوسف
|التغيير عملية تقوم بها الأمم للتقدم والنهوض، ولا يختلف اثنان على أهمية التعليم والإعلام في عملية التغيير، ولعل ما نشهده في زمننا هذا من تسارع في الثورة التكنولوجية تحتم علينا التفكير في طرق مواكبة هذا التقدم، فلا يعقل أمام هذا الكم المعرفي المتاح والذي أصبح من الصعب إدارته بل ومتابعته؛ أن تبقى مناهج التعليم بالطريقة التقليدية.
من هنا كان الدور على المعلم والمؤسسات التربوية في تطوير أساليب التعليم والمواءمة مع التقدم العلمي، في طرق التدريس والمخرجات المبتغاة من هذه العملية، وعدم الانتظار حتى تطوير المناهج والكتب المدرسية.
ولعل التدريب يسهم بشكل كبير في صناعة “معلم المستقبل”، فبدل أن يؤتى بالمعلم وقد تخرج من الجامعة من تخصص الرياضيات أو العلوم أو التاريخ …. الخ، مباشرة ليقف أمام الطلبة ويكون بين مطرقة تحصيل الخبرة التقليدية وسندان مواكبة التقدم العلمي، عندها أنى للمعلم أن يخرج من تلك الحيرة والارتباك إلا بالتدريب الممنهج القائم على الاحتياج والذي سيغطي الفجوة بين الواقع والمأمول.
ومفتاح هذا يكمن بداية في حب المعلم لمهنته، وعدم التشوف لموقع آخر، واتخاذ التعليم محطة مؤقتة!
فالتعليم يمكن أن يلبي طموح المعلم إن كان واثقاً من نفسه وقدراته، والتجارب ناظرة من بعض معلمي اللغة العربية مثلا – وهي المادة المهملة نوعاً ما – كيف استطاعوا التطوير حتى أصبحت مطلباً ملحّاً في المدراس والمؤسسات التربوية.
ثم إنّ إتقان المعلم لبعض المهارات وأساليب التعليم التي تفوق 100 أسلوب، تبعد عنه استخدام الصراخ أو انفصال الطلبة عنه فكرياً والبقاء معه جسدياً، على أن التحضير الجيد من الأهداف إلى الأدوات والوسائل حتى النكتة وأساليب المرح، سينعكس ذلك حتماً وبالضرورة في الاستجابة للتعليم، فكلما زاد المرح ازدادت الاستجابة للتعليم.
من هنا أنصح كل معلم إلى وضع خطة تطوير تتماشى مع تطوّر العصر، وليكن شعاره
*” Flip your classroom” أو غيّر من صفك الدراسي*
وتغيير الصف يكون بتغيير نمط الدراسة التقليدي، إلى الاستفادة من دمج التكنولوجيا في التعليم، وكذلك “الإبداع ” في التعليم، والاتصال والتواصل داخل غرفة الصف، والتعرف على أنماط التفكير لدى الطلبة، ومهارات إدارة الصفوف المكتظة، والتعليم التعاوني، وإدخال الأدوات العصرية في عملية التلخيص والحفظ والاسترجاع كالخريطة الذهنية، وكذلك التحول من التلقين إلى التفكير من خلال التفكير الإبداعي والتفكير الناقد.
هذا كله سيقودنا إلى أداء أفضل، وإلى نظام أفضل، وإلى نتائج أفضل، بما يسهم في بناء الإنسان ونهضة الأوطان.