التّعليم التّحرّري
|التّعليم التّحرّري
د.خلود عبد النّبي ياسين
إنّ أبرز من تحدّث عن حريّة التّعلّم هو( باولو فريري) البرازيلي المولد والنّشأة، حيث كان يرى في التّعليم وسيلة للثّورة على القهر، وصولاً إلى الحريّة ، وإلى تمكين المقهورين من مقدراتهم. ومنهجه في تحقيق ذلك كان يرتكز على الحوار الّذي يتبادل فيه المعلّم والمتعلّم أدوارهما، فيتعلّم كلّ منهما من الآخر، ويصبح موضوع الحوار الّذي يدور في الغالب حول أوضاع المتعلّمين المقهورين الحياتيّة هو المدخل إلى تعليمهم القراءة والكتابة.
لذلك وضع (فريري) عدّة كتب بثّ فيها عصارة أفكاره، ومن أهمّها :
تعليم المقهورين.
العمل الثّقافي من أجل الحريّة.
التّعليم من أجل الوعي النّاقد.
المعلّمون بناة ثقافة.
تربية القلب في مواجهة اللّيبراليّة الجديدة.
وفي مواجهة مواقف القهر والتّسلّط في الممارسات التّعليميّة، يدعو فريري بشدّة إلى أهميّة تنمية روح الاستقلاليّة لدى المتعلّم، واحترام ما لديه من معرفة، مشيرًا في عمليّة محو أميّة الكبار إلى حدوث التّعليم في إطارغيرمدرسي .
والجدير ذكره، أنّ المعطيات التّحرريّة الّتي طرحها فريري هي الّتي جعلت مجموعة من الفلّاحين في الرّيف البرازيلي يكتبون بالمحاريث على الأراضي الزّراعيّة كلمة ( الحريّة)، عندما تعلّموا القراءة والكتابة ضمن برنامج محو الأميّة.
وفضلًا عن فريري، نشير إلى أنّ أشهر دعاة اللّامدرسيّة هو (إيفان إيليتش)، والّذي دعا
إلى إلغاء المدرسة في كتابه (مجتمع بلا مدارس)، وهو الاتّجاه الّذي يعني في صورته المتطرّفة المناداة بإلغاء هذه المؤسّسة النّظاميّة ليكون المجتمع كلّه هو المدرسة الكبرى للجميع.
وتتلخّص اللّامدرسيّة عند إيليتش في علمنة العمليّة التّعليميّة ( التّدريب والتّعليم) ، بحيث تصبح إبداعيّة استكشافيّة تهتمّ بالنموّ الشّخصي، وتكون تلقائيّة، اختياريّة، وليست تحكميّة تتمّ عن طريق التّعلّم العرضي أوغيرالشّكلي . ونجده في معظم كتاباته يهاجم مفهوم : المدرسة والتّمدرس في صورته القديمة والحديثة معًا.