العلاقة بين الثقافة التنظيمية و الأداء الوظيفي و دور القيادة
|العلاقة بين الثقافة_التنظيمية و الأداء_الوظيفي و دور_القيادة
Hiba Chahaإعدادl
تعتبر القيادة ضروريّة في كل المنظّمات أيّاً كان قطاع النّشاط الّذي تمارسه في كل المجالات_الإداريّة: كالتّخطيط، التّنظيم، التّحفيز، الّرقابة، ولكنّها أكثر ضرورة وارتباطا بجوانب التّحفيز والّرقابة، إضافة الى اعتبارها احدى وسائل التّوجيه و الإتّصال والدّافعية. كما أن سّر القيادة الفعّالة ليس في إمرة المرؤوسين، ولكنّ في خلق البيئة أو المناخ الذي يدفع الموظّفين للقيام بالمهام المسندة اليهم، لترغيبهم في انجازها.
إن القيادة_لإدارية والثّقافة التّنظيمية عنصران أساسيّان في المنظمة ولهما دوران بارزان فيها. حيث تشكّل القيادة الإدارّية الحجر الاساس في دفع المنظّمة الى ألامام، بحيث تعمل على تحفيز_العاملين لأداء العمل الجيّد الذي يندرج ضمن الثّقافة التّنظيمة السّائدة في البيئة_الإجتماعيّة و النفسيّة للمنظّمة، فتضمّ اتّجاهات و سلوك المديرين الّذين يشغلون مراكز رئيسّية في التّنظيم، كما تضمّ خطوط ومؤشّرات تضعها الإدارة العليا وتؤثّر تأثيرا قوياًّ على اتّجاهات وسلوك و أداء العاملين في مختلف المستويات التّنظيمية، باعتبار أن الّثقافة التّنظيمية تقوم بدور حيوي في تجسيد و تطوير الفكر_الاداري_الحديث، وهي جزء من الّثقافة العامة التي يتعلّمها الفرد من خلال عمله مع الآخرين.. ومع مرور الوقت تتطور الثّقافة الّتنظيمية وتتشكّل من خلال التّفاعل_الإجتماعيّ و التّضامن بين جميع العاملين في المؤسسة، وتستمدّ من المعتقدات والقيم، والقواعد والمعايير التي تطبّقها المؤسّسة، وهي التي ترسم الصّورة الذّهنية وتولد الإحساس بالهدف والمعنى، وتربط بين العاملين وتجعلهم يشعرون بتكامل وانسجام، وتحقيق الّتواصل فيما بينهم وتجعلهم يشعرون أنهم جزء من كل .
تعتبر الثّقافة الّتنظيمية شكل من أشكال الّرقابة_الإجتماعّية فهي توجّه الموظف بشكل فعّال يلبي التّوقعات التّنظيمية، وهي قويّة عندما تقوم بالتّركيز على الإهتمام بالأفراد وتضع الجميع في سياق محدد وواضح ليصلوا الى المستوى المطلوب، وتكرّم الافراد النّاجحين وفق قواعد وقيم غير رسميّة للسلوك.
إن المصدر الأساسيّ للثّقافة التّنظيمية هم مؤسّسو_المنظّمة الّذين يتّمتعون بقدرة تنظيميّة عالية في إدارة_شؤون_المنظّمة، فهم مهتمّون ببناء هيكل قويّ وراسخ من أجل الحاضر ومن أجل الجيل اللاّحق الّذي سيعمل من بعدهم في المستقبل، وهؤلاء القادة يحبّون متابعة المهام حتى اكتمالها وهم بارعون في التّنبؤ بالمعوقات الّتي يمكن أن تواجههم أثناء العمل فيضعون الخطط الاستراتيجية البديلة، كما يعرّفون بأنهم يتمتّعون بقدرة فائقة على التّفكير في التّفاصيل لذلك يكون لهم تأثير كبير على تكوين الّثقافة الّتنظيمية خاصة في مراحلها الأولى بحكم ما لديهم من رؤيا حول ما يجب أن تكون عليه المنظمة، وبكونهم غير محددين بعادات وتقاليد سابقة.
وفي الختام، إن تأمين اخلاقّيات عامّة تشترك فيها جميع المهن( كالعدل، والصّدق، والأمانة، وحسن المعاملة..) هي سلوكيات حميدة تعتمد على أخلاقّيات العاملين في المنظّمة، وخاصّة على الثّقافة المصنوعة من اخلاقيّات الافراد في الإدارة، وحتى تبقى المنظّمة فاعلة فهي تحتاج أن تتعلّم من اخطائها أو اخطاء الشركات أو المؤسّسات الأخرى، فالأخلاق مسألة يتقاسمها جميع العاملين في المنظّمة وترتبط بجميع تصرّفاتهم أثناء محاولاتهم تحقيق اهداف المنظّمة.