admin |
February 23, 2021
متى يكون الأستاذ سبباً في فشل الطالب ؟
د.زكريا بيتية
لا شك أن الأنظمة التربوية تتغير وتتبدل بحسب المراحل التعليمية .. ولا شك أن التبدل يطرأ أيضاً مع التغير في الأحوال والأزمان، بحسب البيئة التعليمية السائدة، ومع ذلك يبقى من أهم واجبات المحاضر خاصةً في مرحلة التعليم العالي، اهتمامه بجانبين أساسيين في العملية التعليمية، الجانب الأول هو عملية نقل المعرفة و إكسابها للمتعلم .. والجانب الثاني هو ضمان الإنتظام العام … وتحت هذين العنوانين الأساسيين تندرج العديد من العناوين الفرعية سواءً التعليمية منها أو الإدارية ..فتحت العنون المعرفي يتم تحديد توصيف المواد وأهدافها التعليمية أي المدخلات والمخرجات المعرفية ومن ثم المراجع العلمية والجوانب التطبيقية وعدد المحاضرات ومضامينها وتقسيمات الدرجات .. وتحت العناوين الإدارية يتم التأكد من إنتظام الطالب في المحاضرات و مدى التزامه بكافة التعليمات ومدى مشاركته وتقديمه للواجبات إضافة للشفافية في الإمتحانات والعدل في نيل الدرجات .. 
لكن قبل كل ذلك وبعده، فإن من واجب المحاضر أن يعمل على تسهيل قبول المادة التعليمية للطالب ففي الظروف الحالية أصبح المحاضر بمثابة ميسر للمادة التعليمية أو منسق لها .. أكثر من ذلك أو أقل بقليل .. والمحاضر الذي يعتقد أنه مصدر مهم أو وحيد للمعرفة، هو واهم .. كما أن المحاضر الذي يعتقد أنه على مستوى متقدم من حيازة المعلومات أو الرأي السديد بحيث لا يضاهيه رأي آخر أو يقارعه أستاذ آخر فهو أستاذ عقيم ينقل لطلابه المعرفة بأبشع صورها وسينقلب الطلاب معه وبجهوده إما إلى مجموعة من الناقمين عليه وعلى الوقت الذي قضوه معه، مضطرين، أو أنهم سيتقمصون منه هذه الشخصية المقيتة بل لعله هو أصلا كان قد تقمص شخصيته هذه …
فلا بدّ من أن يعيد كل أستاذ النظر في طريقة تعامله مع طلابه، مع ما ينعكس بشكل مباشر على الجانب المعرفي الذي يتلقاه هؤلاء الطلاب .. فالطلاب ليسوا هم فقط مطالبون .. بل أيضاً أعضاء الهيئة التعليمية، فهم المصدر، وعليهم تبنى الكثير من الآمال .. وكم من أستاذ كان سبباً في نجاح الطالب، وكم من أستاذ تسبب بفشل بعض طلابه ..
رأفةً بطلابنا .. عاملوهم كما كنتم تحبون أن تُعامَلوا .. حتى لو لم يُقَدَّرْ لكم ذلك …
admin |
February 23, 2021
بقلم: بدر الدين إبراهيم الحارثي*
#القائد هو الذي يستطيع أن يقود فريقه في أوقات اللاوضوح، أما في حال الوضوح العالي للأمور فيكفي وجود #مدير لتسيير العمليات بحسب كتاب
قانون القرارات الفعالة:
كما هو معلوم لديك أخي القارئ أن القرارات هي ما يحرك عجلة التقدم في المنظمات، فجميع العمليات الإدارية بحاجة لاتخاذ قرارات لتسييرها لا سيما القيادية منها، والتي تعتمد على سرعة الاختيار، والمفاضلة بين التوجهات البديلة.
وكما هو معلومٌ أيضاً أنه وفي أثناء ضوضاء الأعمال اليومية والسرعة المتزايدة للتحولات في البيئات التي تعمل في #المنظمات اليوم، على المستويات المختلفة الاقتصادية والتكنولوجية والقانونية والبيئية وغيرها من عوامل #المنافسة و #تقلبات_السوق، فإن عملية اتخاذ القرار لا تكون سهلة كما نتمناها، بل سيجد القائد نفسه أمام خيارات وقرارات هامة جداً مع ضيق في الوقت المتاح لاتخاذ هذه القرارت، وليت أن الوقت وحده هو ما ينقص القادة في عملية اتخاذهم للقرارات ولكن ما ينقصهم عادةً بشكل اكبر هي #المعلومات التي تضفي نوعاً من #الوضوح فيما يجب على القائد فعله فتكون قراراته صحيحة، ففي معظم الحالات يكون مطلوباً من القيادات في #الشركة أن تتخذ قرارات في وقت محدود و شح في المعلومات مما يجعل اتخاذ القرارات عملية غير سهلة وغير مريحة لهم، وتبقى لديهم رغبة تشدهم للانتظار أكثر لتتضح #الرؤية لديهم أكثر.
وهذا فخ يقع فيه العديد منا، ونتيجته أننا ربما ننتظر أكثر من اللازم لنضفي وضوحاً أكبر على قراراتنا مما يخاطر بالقيمة المنشودة من اتخاذ هذه القرارات كونها ستكون متأخرة. فالخبرة تُشير إلى أن هنالك علاقة عكسية بين الوقت الصحيح لاتخاذ القرار والانتظار لجمع المعلومات حتى يصبح القرار واضح، فالقرارات الفعالة هي التي تؤخذ في الوقت الصحيح، وعادةً ما يكون مستوى الوضوح متدني في تلك الأوقات. فإذا انتظر القائد حتى يتأكد من جميع حيثيات قراره وينتظر لتجتمع لديه المعلومات المؤكِّدة لصحة هذا القرار ففي الغالب ما يكون قد تأخر عن الوقت المناسب لهذا القرار والذي تجعله يفقد معظم القيمة المنشودة منه، وربما يكون فات الأوان على ذلك القرار وحان أوان اختيار آخر.
فمثلاً قبل أعوام كانت هنالك العديد من #المؤشرات تدل على ضرورة تسخير #التكنولوجيات وتطبيقاتها في الكثير من القطاعات والمجالات مثل #التعليم و #إدارة_الأعمال وغيرهما، وكان أن رأى بعض من في #السوق هذا التحول قادم فبدأ خطواته المتتالية في تحضير بنيته التحتية وقدرته لخدمة هذا #التحول المتوقع كشركات #التدريب_الرقمي مثل Udemy و Coursera وغيرهما، أو تطبيقات #إدارة_الاجتماعات_الافتراضية مثل Zoom و Go To Meeting وغيرهما، فستجد أن هذه الشركات التي كانت تعتبر صغيرة أو متوسطة قبل أعوام هي الآن من #الشركات_الأكبر والتي تسيطر على حصة كبيرة من السوق في مجالاتها في الوقت الحالي، ويعود الفضل في ذلك لقفزهم المبكر لهذه المجالات مع أنها لم تكن ساطعة الوضوح حين اتخذوا قرار العمل عليها، بل كان الواقع يناقضها والكثير يشكك في حتميتها أو يظنها بعيدة الوصول. فتخيل معي أخي القارئ أن يأتي الآن قائد ويقول لفريقه أن المستقبل هو من حليف التعلم الافتراضي ولابد أن نتحول إليه أو نستثمر فيه، فمع أننا نشجع اتخاذ القرارات الصحيحة وإن كانت متأخرة فأن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل، ولكن في الواقع أن #المستقبل الذي يتحدث عنه ذلك القائد قد حدث بالفعل وذهب السابقون بالغنائم الكبيرة وجُل ما تبقى له هو أن يلحق بركبهم لعله يجد موضع قدم.
فمع إشارية الأرقام أدناه إلا وأنه من مقتضى تجربتي الشخصية في عمليات اتخاذ القرار، وملاحظتي للمئات من القرارات التي تُتَّخذ من قبل #القيادات_الناجحة و غير الناجحة من حولي وجدتُ أننا يمكن أن نعبر عن المفهوم الذي ذكرناه آنفاً بأن الوقت المناسب لاتخاذ القرارات القيادية في المنشأة هي عند وصول وضوحها لحد يتراوح بين ٤٠-٦٠٪، وأما إذا انتظرنا لوصولها ل٩٠٪-١٠٠٪ ففي الغالب يكون قد تأخر القرار كثيراً.
قانون القرارات الفعالة:
وهذا ما يجعل مهمة القادة صعبة، ويجعلهم يتقاضون مقابلها الأجر الأعلى، فإن وظيفتهم تتمحور حول اتخاذ القرارات في الوقت المناسب بلا وضوح كافي، ولابد لتلك القرارات أن تثبت صحتها في معظم الأحوال.. وهذا هو الفن الذي يتفاوت فيه القادة فيما بينهم، فأقواهم هو أقدرهم على اتخاذ هذه النوعية من القرارات فيكون دائماً في الطليعة فيقود منظمته لتكون الرائدة في مجالها.
فلكي تكون قائداً فعالاً أخي القارئ لا بد لك أن تعتاد اتخاذ القرارات في هذا المستوى المتدني من الوضوح، مع حرصك على أن تكون هذه القرارات صحيحة قدر المستطاع، فهنا لا أدعوك لتأخذ قرارات غير محسوبة، بل يجب أن يبذل القائد وسعه في أن يتحرى ما يشير إلى صحة قراره، فإذا صار غالب ظنه يميل لأحد الخيارات أو القرارات فلا بد أن يمضي وأن لا يماطل اتخاذ القرار حتى تمام وضوحه فربما يكون قد تأخر الوقت.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس مكتب إدارة الإستراتيجية في شركة الكفاح القابضة