Month: June 2018

….سائح في تركيا

 

أوراق تربوية_ اسطنبول _ من فاروق عكاري

 

لا شك أن كُلاً منا يتحيّن عطلة نهاية الأسبوع حتى يخرج في نزهة ليموّه عن نفسه … ولا خلاف أن الرحلات إلى الطبيعة وقصد الأماكن الجديدة واكتشاف ما فيها هو أمر مرغوب فيه من قبل الجميع … فكيف إذا كانت عطلة نهاية العام الدراسي؟؟ بالطبع إنها فرصة ذهبية للأفراد والعائلات لكي يستغلوها خير استغلال
في الأعوام القليلة الماضية، ظهرت “موضة” جديدة لافتة وهي رغبة الناس بالسفر وقصد بلاد جديدة، بهدف التعرف على حضارات مُغايرة، طبيعة خلابة، رؤية أناسٍ جدد والتعرف على طريقة عيش     الشعوب

!تتعدد الأسباب التي تشجع مختلف الناس على السفر خارج بلادهم والنتيجة واحدة: قضاء العطلة في بلدٍ جديد آخر

فعلى سبيل المثال، بات من الملاحظ، رغبة الناس بالسفر لقضاء العطلة مع العائلة في تركيا

إن النهضة التي انتعشت بها تركيا منذ سنوات، جعلتها محط أنظار الجميع، وهذا يتوافق مع تصريح رئيسها “أردوغان”، عندما قال: “توقعاتنا أن تركيا مقبلة على استقبال ٤٠ مليون سائح لنهاية عام  ٢٠١٨”

إن في ذلك إشارة إلى أن هذه الدولة أصبحت مقصد العديد من الناس بتعدد واختلاف جنسياتهم

وما  إفتتاح تركيا لأكبر مطار في العالم،  إلا تعبيرًا واضحًا وصريحًا عن رغبة تركيا في استضافة أكبر عدد من الوافدين سياحاً كانوا أم تجاراً أم شخصياتٍ رفيعة… وتحركٌ جديد وذكي من الدولة تجاه تعزيز السياحة في تركيا وتعزيز العجلة التجارية … الخ

لمَ لا ؟ وهي حضارة الماضي وأوروبا اليوم

نعم، إنها دولة الأماكن التراثية والمعالم الأثرية العثمانية التي تحكي جدرانها ألف قصة وقصة من الصمود التاريخي والمواجهة، وتخبّئ في شوارعها حكاياتٍ رائعة ومشوّقة

كما أنها في الوقت عينه دولة الحضارة والعمران والنهضة، فلا تكاد تمشي في طرقاتها إلا وترى عن يمينك المساحات الخضراء، والجبال، والوديان التي تجعل للأشخاص متنفسًا

وعن يسارك العمران والأبراج متناهية الجمال الهندسي والإتقان العمراني، أما إذا قررت أن تنظر أمامك فلا ترى إلى الطرقات المعبدة والمملوءة بالإشارات، وحسن التنظيم، واللافتات الدالة على !!!!الأماكن، والشوارع الخالية من أي عيوب أو حُفر

جهودٌ جبارة من حكومة ذكية، تمارس واجباتها بامتياز لترسم دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهذا التطور ليس مقتصراً على ما هو فوق الأرض وظاهرها فقط، بل متعلقٌ بما هو مخبأ تحتها أيضاً من شبكة متكاملة من “المترو”  إحدى أهم طرق المواصلات التي يعتمد عليها الجميع هناك في تركيا برغم وجود السيارات الخاصة، العائلية، والعبّارات البحرية، التي تستخدم لتوفير الوقت أثناء الانتقال من مدينة إلى أُخرى

بالإضافة إلى باصات البلدية المدعومة من جهات رسمية من الدولة والطيران الداخلي
كل ما سبق من تسهيلات ليست هي الأسباب الوحيدة التي تدفع الناس للمجيء إلى “أوروبا الشرق”، بل إن عامل “الأسعار المناسبة” هناك هو أهم عامل مشجع لهم إذ يمكن للجميع مهما كانت طبقتهم الاجتماعية ومدخولهم الذي يعتاشون منه، أن يقصدوا محلات التنزيلات المنتشرة على مساحة تركيا و في كافة الأشهر، وأن يلبسوا من جميع “الماركات العالمية” وأن يأكلوا لدى أهم المطاعم المشهورةببضعة دولارات فقط قد لا تتجاوز الـ ٢٠ منها

بالإضافة إلى أن وقت الرحلة من مطار رفيق الحريري في بيروت إلى مطار أتاتورك في اسطنبول تستغرق ساعتين فقط !كما أن سعر بطاقة السفر وكلفة الإقامة في الفنادق مناسبة لكافة الميزانيات

 كل ذلك يوجه الناس ويحمسهم للذهاب لقضاء العطلة في تركيا كرحلة سياحية بامتياز، ومن الطرفة بمكان، أن تعرف عزيزي القارئ أن تركيا أكبر مساحة من لبنان ب ٧٥ مرة تقريباً! فلك أن تتخيل عدد الأماكن التي يمكنك زيارتها دون مللٍ أو كلل

بهذه اللفتة، يتم توصيف الأماكن المتعددة لإيصال الفكرة بدلاً من استغراق الصفحات في الوصف لأنها لن تكفي إن أرادت أن تخط بين طياتها جمال الأماكن والمساحات وتعدادها وأسمائها

أخيراً، لا بد من التوضيح أن عامل اللغة هناك والتواصل لم يعد حاجزاً … بل إن من الملاحظ أن العربية هناك بدأت تنتشر وتُعرف (كما الانجليزية طبعاً) فلا تكاد تقصد محلاً او مطعماً إلا وتجد لك مترجماً يفهم لغتك العربية ويتكلم معك بـها

كل هذا وأكثر يدفع الناس إلى الذهاب بعد عناء الدراسة والامتحانات وضغوطات العمل لزيارة تركيا، فهل تفكرون بعدما ذكر، بالسفر وقضاء أيامٍ هناك وتجربة شيء جديد غير الموجود هنا ؟ وإن كنتم ممن سافر إلى تركيا وعَلِم ما فيها وعاد إلى وطنه، هل ستعيدون التجربة أم لا ؟؟

المنسقيات والروابط الطلابية … ما لها وما عليها ـ منتديات جامعية أم منظمات سياسية … _ عمر بلح

المنسقيات والروابط الطلابية … ما لها وما عليها

منتديات جامعية … أم منظمات سياسية 

العزم : لا بدّ أن تحيط بأي عمل روح شبابية واعدة وقادرة على البناء

المستقبل : الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل

الرابطة : لجيل جامعي وطني  قادر على التعامل مع تحديات العصر

عمر بلح 

يشهد لبنان عدة روابط، أو تيارات لكل طرف منها أهداف يسعى لتحقيقها معتبرًا أنها تمثل الشكل أو الطريقة الأنسب لخدمة المجتمع الذي يتواجد فيه، وكلما كانت تلك الأهداف موجهة لخدمة الشباب كونهم عنصر الحياة والطاقة في المجتمع كلما زاد التعاون بينها فالاختلافات مهما وجدت فإنها في وقت ما تُنسى لتحقيق ما هو أهم وأفضل لتحسن أحوال الشباب الدراسية وحتى ما بعد الدراسة، فترى ماهي أهمية كل منها؟؟ وماهو الأدوار التي يقومون بها؟؟ وهل تؤثر الخلافات الموجودة بينهم على مسار عملهم الموحد وهو خدمة الطالب؟؟ ومن أهم التيارات والروابط الموجودة هي تيار العزم، تيار شباب المستقبل، ورابطة الطلاب المسلمين وكلها ذات توجهات مختلفة سياسيًا لكنها تتفق على خدمة الطالب حسب رؤية كل منها

هنا تطرح أوراق تربوية عدة أسئلة على المسؤولين في التيارات والروابط المختلفة لمقاربة وجهات النظر

يقول ماهر ضناوي المسؤول في تيار العزم عن أهمية وجود قطاع شباب العزم ضمن الجامعات الخاصة واللبنانية: إن شباب العزم هي مسيرة تم فيها العمل على أساس البعد التربوي والرؤية الشبابية، لأن قناعتنا أن أي عمل نريد القيام فيه ويستمر ويدوم لابد من أن تحيط به روح شبابية واعدة وقادرة على البناء، فالعمل الشبابي هو الزخم والروح لأي منظمة أو تيار أو حزب، ومن هنا فالبعد الذي نوليه لشباب العزم هو أن منظمتنا هي من أكبر المنظمات التي تُعنى بالشأن الشبابي كونه عنصر حيوي كما نقرأه للمستقبل القريب من حيث أهمية الشباب وأهمية التطورات التكنولوجية والتقنيات الحديثة ، بالإضافة إلى أن روح الشباب تختلف عما كان آباؤنا وأجدادنا يعملون به قديمًا، فتسارع العمل ووتيرة التطور في العالم قد صنع هوّة ضخمة مابين جيل وجيل فأصبح ذلك الموضوع يستحق المتابعة ليس فقط للشباب بل للتطورات الحاصلة التي يتبعها الشباب، وبالتالي أصبح هناك جهد مضاعف ما بين شباب في متناول يدها كل شيء وبين التواصل معهم بطرق تقليدية.

يضيف ” ضناوي ” فنحن نتواصل معهم بما يناسبهم ويناسب التطور الذي يلاحقونه لتطوير ذاتهم، وهنا تكمن المشكلة أو العنوان الرئيسي ” لماذا نخسر جزءاً كبيرًا من شبابنا” والجواب البديهي هو لأننا

لم نستطع مواكبة احتياجاتهم وأهدافهم في عصر باتت فيه التكنولوجيا هي المحرك الرئيسي، ومن هنا فتيار العزم يتميز بنقطة مركزية أساسية عن غيره وهي مواكبة الشباب والتغيير في بعض الأساليب الكلاسيكية والذهاب معهم بما يناسب وضعهم ومتطلباتهم لبناء بعد أساس لهم

في المقابل يقول المسؤول في تيار المستقبل علاء أرناؤوط : “أن قطاع الشباب في تيار المستقبل يركز على الشباب في الجامعات والمناطق وعملنا الأساسي يرتكز على العمل الطلابي كونه عمل مطلبي وواسع جدًا وتيار المستقبل فاعل مطلبيًّا داخل الجامعات مستشهدًا بقول للرئيس الشهيد رفيق الحريري ” الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل”، وأضاف ” أرناؤوط “نحن اليوم كتيار شبابي نولي الشباب دورًا أساسيًا ونرتكز إليه في أغلب الأحيان، وبما أن الشهيد “رفيق الحريري” قرر أن تكون الكوتا الشبابية 40% فذلك يدل على الأهمية التي نوليها لهم

في حين أكد جهاد مغربي المسؤول في رابطة الطلاب المسلمين أن الرابطة هي من أوائل الروابط في لبنان ، وأهمية هذه الرابطة تأتي من كونها مساحة للقاء عدد كبير من الشباب الذين يؤمنون بأهداف العمل الطلابي وخدمته، وأهمية أي رابطة تكمن في حث الطلاب على العمل التطوعي وخدمة مجتمعهم وبالتالي فهدف رابطة الطلاب المسلمين هو خدمة الطالب وتعزيز القيم لديه وايجاد فسحة لتطوير مهاراته وأدائه، كما تسعى لتأهيله في المرحلة الجامعية كونها مرحلة نخبوية على المستوى الشبابي ليستطيع الخروج منها كشخص إيجابي قادر على التعامل مع تحديات العصرفضلًا عن كونه فردًا فاعلًا في وطنه

أما بالنسبة للأدوار المتعددة التي تقوم بها تلك التيارات وتتخذها مبدأً أو أساسًا لها فقد أوضح المسؤول في العزم ماهر ضناوي أن أي عمل خلال التاريخ كان الشباب يلعبون فيه دورًا مفصليًّا، وذلك  يتطلب منا أن نكون حاضرين ومتفهمين لآراء و أفكار الشباب لذلك قمنا بوضع رؤيتنا الوسطية التي تجمع الكثير من الأمور فهدفنا هو زراعة الثقافة في عقول الشباب من خلال دورات تثقيفية وبرامج ونشاطات فنحن في بلد يشهد تنوعًا شبابيًا على كل الصعد لا نستطيع أن نتجه أو نتحيز إلى طرف واحد، فالوسطية ليست التفاوض بين الحق والباطل أو الأسود والأبيض بل الوسطية هي مبدأ أي أن نلتزم بمبادئنا لتحقيق أهدافنا، وذلك يتطلب جهدًا كبيرًا في ظل الصراعات الكبيرة التي يشهدها البلد، حيث أصبحت هناك تصنيفات حزبية كبيرة وبما أننا نسعى إلى مخاطبة الشباب بلغة العقل فذلك قد أخذ منا جهدًا ووقتًا مضاعفًا لترسيخ ذلك في أذهانهم، فاللعب على العواطف من أسهل ما يكون لكن عمل العقل يتطلب الكثير، ومن هذه النقطة انطلق تيار العزم للتواصل مع الشباب لبناء جيل أوعى، جيل يعطي الحق قدره وليس فقط ماذا يريد الزعيم أو هذا الشخص أو ذاك

ونحن كتيار لنا مرجعية محددة نرى فيها النجاح والخلاص ولكلٍّ مرجعيته بكل تأكيد، ولكي نكون أشخاص منظمين فقد وضعنا برنامجا معينًا ولدينا عدد من المنتسبين والمتخرجين، وبالتالي فقد أطلقنا على تلك الهيكليات اسم “منسقيات” وفي كل كلية يوجد لدينا مسؤولون وممثلون سواء بين الطلاب أو بين الأساتذة الجامعيين، ومن جهة أخرى فنحن نسعى للتسويق لأفكارنا وأهدافنا في كافة الجامعات، ونحن في حال تعاملنا مع الشباب نخاطبهم عن طريق أشخاص من أعمارهم ليكون هناك توافق و انسجام في الأفكار حيث أن الشباب يتمتعون بحيوية واندفاع كبير في هذه المرحلة

ومن جهته فقد شرح المسؤول في تيار المستقبل علاء أرناؤوط أن الاستفادات الطلابية ليس شرطًا أن تكون لشباب المستقبل فقط بل لجميع الطلاب فهدفنا الأول والأخير هو إيصال صوت الشباب واحياجاتهم كما أنه لدينا علاقات مع عدد من الجامعات التي نتعاون معها لخدمة الطالب

في حين زاد جهاد مغربي المسؤول في رابطة الطلاب المسلمين أن الرابطة تحمل فكر الإسلام الوسطي المنفتح على الجميع، وطريقتها في طرح ذلك الفكر، قائلًا: ” لسنا فقط جمعية أنشطةٍ أو جمعية خدماتية بل نعمل على زرع القيم في عقول الشباب مما جعلنا ننظر للواقع التربوي نظرة إسلامية ونقوم بتقديم الرسالة الدينية والقيم الإنسانية كمنبع رئيسي لتفكير الإنسان لتهذيبه وإبعاده عن التطرف والمغالاة”

مضيفًا أن دور رابطة الطلاب المسلمين يشترك مع أدوار أي منسقية في العمل الجامعي، فخدمة الطالب هي أساس قيام أي رابطة، وخدمته تبدأ من الإطار البيئي والنفسي الذي يمكن أن يعيشه الطالب في الجامعة، وحمل همومه وقضاياه وإيصالها إلى أعلى المستويات الأكاديمية والإداراية لحلّها

و أشار إلى أن لكل رابطة أنشطة تعبر عن تطلعاتها وأفكارها، وبالتالي فالرابطة تمتلك عدة أنشطة وأدوار لكسب الانتساب إليها واستمراره. وكرؤية خاصة بنا نسعى لتكون أعمار المسؤلين عن الطلاب مقاربة لأعمارهم فالعمر الشبابي هو عمر العطاء وكلما تدرجنا في الهرم المركزي للرابطة كلما رأينا أن عملها شبابي ملاصق للواقع يدعو إلى التواصل والتلاحم مع كل الطلاب بالإضافة للمنافسة الديموقراطية

و كرابطة أو كعمل جامعي بشكل عام نلجأ لأمور أخرى تساعد الطالب كتعريف الطالب بالاختصاصات الموجودة في الجامعات وإعطائه خبرة زملائه ممن سبقوه في السنوات الماضية، بالإضافة إلى أن الرابطة تقوم بالتنسيق مع الأساتذة الجامعيين لإتاحة فسحة من الوقت حتى يتمكن الطالب من سؤال الأساتذة عن أي شيء متعلق بموادهم ونحن هنا نكون قد عملنا على ربط الطالب مباشرة بالأستاذ، كما أننا نؤمن سكنًا للطلاب البعيدين عن منازلهم بأسعار رمزية مع كل الخدمات ، بالإضافة للمنح الطلابية بالتعاقد مع عدد من الجامعات للحصول على حسم يتراوح بين 60_70 %

ولدى سؤالهم عن الخلافات ومدى تأثيرها على أداء كل رابطة أو تيار، فقد كانت الإجابات في أغلبها متوافقة تصب في خانة واحدة.. فقد أكد مسؤول العزم ماهر ضناوي أن كل المنظمات الشبابية لديها بعد وإنتماء فكثيرًا ما نحلل وننقد ونعارض ونؤيد، ونحن على لقاء دائم ومستمر مع كل المنظمات سواءً على مستوى الأحزاب أو غيرها إن كنا نتوافق معهم بالرأي أونختلف..وبما أننا نتعاطى مع شريحة شبابية مثقفة فإن العداء بعيد كل البعد عن أفكارنا ومبادئنا، فنحن في هذا البلد محكومون ببعضنا البعض بسبب التنوع الكبير بين الطوائف والمذاهب لذلك وجب التعاطي مع الجميع كما أنه من الطبيعي أن يسعى كل شخص للدفاع عن فكرته والتسويق لها.. وعلى الرغم من وجود أمور نختلف عليها لكننا نلتقى على أمور أساسية، فالشباب وإن كان يتبع لتيار أو حزب معين لكنه يحب الحوار والمناقشة وتنوع وجهات النظر

وأضاف علاء أرناؤوط المسؤول في تيار المستقبل أن التعاون قائم طالما كانت النتيجة لصالح الجميع ونحن نمد يد التعاون للجميع حيث اجتمعنا مؤخرًا مع رابطة الطلاب المسلمين وتيار العزم … حتى في مؤتمر السياسات الشبابية دعونا كل الأحزاب كون الموضوع يفيد كل الشباب على اختلاف انتماءاتهم

ومن جهته صادق جهاد مغربي مسؤول رابطة الطلاب المسلمين على أنهم كرابطة طلابية علاقاتنا منفتحة مع بقية الجامعات من حيث الخلفية السياسية فنحن نعتبر أنه كلما كان التعاون موجودًا كلما سهل ذلك خدمة الطالب وتلبية مطالبه ونعتبر الطالب ملتقىً مشترك لكل الروابط الطلابية، وكل تيار أو حزب يقوم بعدة أنشطة تنمّ عن خلفيته وتمثله ولكن في النهاية كلنا موجودون لخدمة الطالب

ويبقى ملف المنسقيات والرواباط الطلابية مفتوحاً لما له من كبيرأثر ودور في الحياة الجامعية والطلابية والشبابية ولما يؤسس من أكثر ناحية في بناء المستقبل القريب والبعيد

فقاعات تربوية : غضب-إيمان طوط

 

غضب

إيمان طوط

دخلت ريما الصف الأول الأساسي، اتخذت لها في آخر الغرفة مقعداً، أخرجت دفتر ملاحظاتها وشرعت بملئ الفراغات: المدرسة؛ التاريخ؛ الصف؛ عدد الطلاب؛ المادة؛ اسم المعلم(ة).. رفعت رأسها وحدّقت بالمعلمة، عشر ثوانٍ أعادت أمامها شريطاً قديماً في الذاكرة مضى على أحداثه 15 عاماً: فتاة صغيرة تلتقط مبراة أقلامها عن الأرض، امرأة غاضبة تتقدم نحوها، ومسطرتان خشبيتان تهويان على أصابعها المهملة فوق الطاولة.. قطرة دم تسيل من عقدة سبابتها على الدفتر، ودموع غزيرة تنهمر من مقلتيها..

عشر ثوانٍ كانت كافية لتسترجع قسمات وجه تلك الغاضبة.. لم تتغير كثيراً.. ظهرت بعض التجاعيد على وجهها الذي لا يزال غاضباً..

تراها اليوم من زاوية أخرى، تستطيع أن تبصر الضعف الذي يتوارى خلف هذا الوجه العبوس الغاضب..

تفكّر..

كم تغيرت ريما الصغيرة! لم تعد تذرف الدموع أمام ظالمها..

نعم، لا يزال الدم يغلي في عروقها في مواقف كهذه، لكن عيناها لم تعد تنكسر إلى الأرض عندما تظلم..

ريما اليوم ترمق ظالمها أياً كان بنظرة صفراء يرتجف لها قلبه، ثم تدير ظهرها وتمضي..

كتبت ريما في دفترها: “تلميذي اليوم، زميلي غداً..”

.. المقررات الجامعية .. مضيعة للوقت .. ؟؟ أم تراكم معرفي

كتبت زائدة الدندشي / خاص لـ : أوراق تربوية

في كل اختصاص من الاختصاصات وفي كل جامعة من الجامعات تعلو أصوات الطلاب وعلى امتداد العام الدراسي في انتقاد المقررات الدراسية التي غالباً ما يفرضها الأساتذة، حيث عادة ما يشكو الطلاب كثيرا مما يعتبرونه عدم فائدة المقرر الدراسي أو من طوله أو من كثرة الكلام والحشو فيه، إضافة لعدم فائدته بعد انتهاء المادة أو العام الدراسي .. وكثيراً ما نسمع من أرباب سوق العمل العبارة المشهورة ( ارموا كل ما تعلمتموه في الجامعة وتعالوا نتعلم الأمور هنا كما هي ) فيشعر الطالب بخيبة الأمل ويخبر رفاقه وزملاءه الذين لم يتخرجوا بعد، أن ما درسناه على مقاعد الدراسة كان مضيعة للوقت ليس إلا .. وسبيلاً محدداً لنيل الشهادة ليس إلا

عند هذه الإشكالية تطرح ” أوراق تربوية ” ملف المقررات الدراسية في الجامعات ما لها وما عليها

بجميع الأحوال فإن لكل جامعة ما يميّزها عن غيرها من الجامعات من حيث البيئة المادية، التجهيزات، الأسلوب التربوي، لكن جميعها مؤسسات تربوية تسعى لتخرّج كفاءات بكافة الاختصاصات، وتواجه مشاكل متشابهة في إطار العملية التعليمية، لذلك فمن الطبيعيّ أن يواجه الطلاب بعض العقبات الدّراسيّة سواءً في بداية دراستهم أو في مراحل متقدّمة منها، ومن البديهيّ أنّ تختلف آراء الطلاب فيما يتلقونه من معرفة ويرجع ذلك إلى الخلفية المعرفية لكل طالب، وميوله، وقدراته

أماني عارف

تقول الطالبة أماني عارف من الجامعة اللبنانية: إنّ حجم المقررات في الجامعة ضخم وهو يجمع بين النظري والعملي حسب الاختصاص، كما أنّ عدد طلاب الجامعة في كل مقرر يفوق نظيره في الجامعات الخاصة، وأشارت إلى أن أهمية الجامعة تأتي من الاعتقاد السائد بأن من ينجح فيها هو قادر على النجاح في أي مجال عمل يرتاده خارجها، و بأن شهادتها لها صدىً أقوى من بقية الجامعات، هذا ما يفترض أن يتأتى من مجمل عوامل منها نوعية المقررات الدراسية المعتمدة

هبة طحان

هبة طحان طالبة إعلام في جامعة العزم تقول بأنها لم تستطع الجزم بعد فيما إذا كانت المقررات كافية وملبية لطموحها كونها في السنة الأولى، ولكن ما لمسته حتى الآن هو متوافق مع فرع الإعلام وخصوصًا مواد التصوير وأضافت أن الجانب النظري  ضروري للتعرف على تاريخ الصحافة ونشأتها ونظرياتها المعتمدة

من جهة أخرى فقد عبرت الطالبة فاطمة مجذوب من الجامعة ذاتها عن رأيها بأن كل أستاذ يختلف عن الآخر من حيث المهارات والتعامل، وبالتالي إختياره للمقررات الدراسية، وأن ما يميز الحياة الجامعية بأنه يحق للطلاب إبداء رأيهم بالأساتذة و من الضروري أن يؤخذ بذلك الرأي لتحسين الكادر التعليمي

فيما أكدت الطالبة مريم حيدر من كلية الآداب في جامعة الجنان، بأن المقررات في أغلبها نظرية وأملت “حيدر” بأن يداخلها أعمال تطبيقية لتتثبت في الأذهان أكثر.

وبالانتقال إلى الجامعة اللبنانية الدولية ، فقد بيّنت الطالبة عصمت صبيح من كلية التربية بأن المقررات سهلة من جانب وصعبة من جانب آخر لمن لا يتقن اللغة الإنجليزية حيث تعتمد الجامعة الدولية على اللغة الإنجليزية في أغلب الاختصاصات، كما أنها تجمع بين ما

فاطمة مجذوب

هو عملي ونظري في مناهجها

مؤمن حليمة

فيما  أوجز طالب الهندسة مؤمن حليمة من جامعة المنار بأن المقررات صعبة إلى حد ما في الجامعة حيث تضمّ اختصاصات لايوجد منها في بقية الجامعات مثل الكلية البحرية وأردف قائلًا: إن القسم التطبيقي هو الغالب في اختصاصه

ولكن ذلك لا يلغي وجود القسم النظري فيه

رأي الأساتذة المحاضرين

في المقابل لا بدّ من الوقوف على رأي الأساتذة الحلقة الأهم في الموضوع، حيث أفاد الدكتور أحمد العلمي العميد السابق لكلية التربية في جامعة الجنان، بأنه يفضل

الدكتور مازن شندب

الأسلوب العلمي الحديث الذي يعتمد طريقة الحوار بين الأستاذ والطالب بالإضافة لتكليف الطلاب بأبحاث لأن ذلك من شأنه تركيز المعلومة في ذهن الطالب فهو من بحث عنها

الدكتور أحمد العلمي

ووجدها، وأضاف أنه لا يفضل تقييد الطالب بمرجع محدد لأن ذلك يشلّ قدرته على التحليل، كما أنه يجب أن يتمتع الطالب بالحشرية المعرفية. ويزيد على ذلك بأنه لايجب معاملة الطالب على أنه وعاء وعلى الأستاذ صب كل معلوماته فيه لحفظها بل عليه إثارة حشريته ليبحث بذاته

ويؤكد الدكتور مازن شندب الأستاذ المحاضر في عدد من الجامعات اللبنانية بأنه يهيئ الطالب ليكون هو الباحث فالطالب يجب أن يعطي رأيه ويناقش أستاذه فيما يتلقاه من معلومات، فهو يطرح عنوانًا عريضًا في كل محاضرة ويبدأ بذلك النقاش والبحث، ويلجأ في كل سنة إلى تجديد المقرر حسب المستجدات الحاصلة ويشعر في كل مرة يعلم الطلاب بأنه يعطي المقرر لأول مرة

ولدى سؤال الدكتور أسامة حايك أستاذ الهندسة الطبية في جامعة المنار والمسؤول الهندسي في مستشفى ألبير هيكل  فقد أكد رأي من سبقه من الأساتذة مع إضافة بسيطة بأن المقرر الذي يعطيه للطلاب ذو قسمين: قسم نظري، قسم عملي ويتم الأخير عن طريق أخد الطلاب إلى مستشفيات عديدة لمعرفة كيفية فك وتركيب الآلات الطبية لأن ذلك سيكون مجال عملهم في المستقبل والطالب يميل إلى كل ماهو عملي فيكسب بذلك

الدكتور أسامة حايك

خبرة أكثر، وأضاف بأنه يعمد إلى تجديد المقرر كل سنة ولو بإضافات بسيطة لأن مجال الهندسة يرافقه في كل سنة مخترعات جديدة بالتالي فهو يتطلّب التجديد

 

أخيرًا يبقى السؤال، إذا كان الأساتذة يلجأون إلى ما هو تطبيقي وإلى تجديد مقرراتهم كل عام، ويعتمدون الأسايب الحديثة في التلقين وفي نقل المعارف العلمية، وإذا كان رأي الطلاب فيما يتلقونه من علم إيجابيًا، فلم هذا التهافت على الدورات التدربية لمواد تدرّس أساسًا في الجامعة؟ ولماذا تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي موجات من التذمر، والتململ، والسخرية قبيل الامتحانات؟ هل يعبر ما قيل عن آراء الطلاب والأساتذة فعلًا؟ هل نحن أمام مشكلة في التعبير الحرّ أم أنها فجوة في العلاقة بين الطالب والأستاذ وإلى متى تستمر هذه الحال. ..؟ سؤال يبقى مفتوحاً للنقاش التربوي والتعليمي

الأكل بدافع انفعالي “سلوك يتعلمه الأطفال”

نشر موقع بي بي سي بأنه قد خلصت دراسة حديثة إلى أن إفراط الأطفال في تناول الطعام أو تراجع شهيتهم بسبب ضغوط عصبية أو حالات ضيق هو مجرد سلوك يتعلمونه وليس وراثياً

وتوصلت الدراسة التي أجرتها جامعة “كوليدج لندن” إلى أن “البيئة المنزلية تعد سببا رئيسيا لتناول الطعام بدافع انفعالي”، مضيفة أن ذلك يرجع إلى سلوك الآباء وإعطاء الأطفال الذين يعانون من حالات ضيق طعاما مفضلا للتخفيف عنهم

وقالت كبيرة الباحثين المشرفين على الدراسة، كلير ليولين، إن تناول الطعام بدافع انفعالي “يشير إلى علاقة غير صحية بالطعام، وأضافت : “إنهم يستخدمون الطعام كبديل عن التوصل إلى استراتيجيات أكثر إيجابية لتنظيم انفعالاهم”